Table of Contents
يبدو مرجحا أن القضاء الإسباني في المحكمة الوطنية بمدريد سيدين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على تهم ارتكابه لجريمة جنائية في حق سفينة “مادلين” والنشطاء السلميين الدين كانوا على متنها.
وقد كشف، في هذا لإطار، مراسل موقع “البوبليكو” الإسباني، نيستور برييتو، في مقال منشور اليوم الخميس، تحت عنوان “نتنياهو في مرمى نيران المحكمة الوطنية”، أن أحد قضاتها قرر “فتح إجراءات تمهيدية ضد نتنياهو، بعد ان رأى أن الأحداث المذكورة قد تُشكل جريمة جنائية”.
عندما هاجم الجيش الإسرائيلي سفينة “مادلين”
موقع “البوبليكو” استعاد وقائع تلك الجريمة، عندما هاجم الجيش الإسرائيلي، يوم 9 يونيو، سفينة الحرية “مادلين”، كانت تبحر في المياه الدولية متجهة إلى قطاع غزة وهي تحمل الطعام والدواء وباقي المساعدات الإنسانية لسكانها الفلسطينيين الدين تستهدفهم حرب الإبادة الجماعية مند أكتوبر 2023.
وكان على متن سفينة “مادلين” اثنا عشر ناشطا من مختلف الجنسيات، كان ضمنهم الميكانيكي الإسباني، سيرخيو توريبيو، والناشطة المناخية، غريتا توينبرغ.
وكما سبق لوسائل الإعلام الدولية أن نشرت تقارير مفصلة عن وقائع هجوم القوات الإسرائيلية على سفينة الحرية، يقول مراسل “البوبليكو”، انهم احتجزوا النشطاء ورحلوهم أثناء محاولتهم تقديم المساعدة الإنسانية لسكان غزة المدنيين، مشيرا إلى التنديد الصادر من الميكانيكي الإسباني، توريبيو، بالهجوم الدي استهدفهم واصفا إياه بأنه “جريمة حرب ضد الإنسانية”.
جريمة جنائية ارتكبها نتنياهو
و لذك، يوضح مراسل “البوبليكو”، قرر قاضي المحكمة الوطنية بمدريد، أنطونيو بينيا، فتح تحقيق تمهيدي ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيته غاتس، وعدد من كبار المسؤولين العسكريين.
وبالطبع كما يفيد الموقع في تقرير مراسله برييتو، أن وقائع أحداث الهجوم الإسرائلي على سفينة الحرية “مادلين”، جعلت القاضي المذكور مقتنعا بانها تشير إلى احتمال وجود جريمة جنائية ارتكبها نتنياهو.
وحسب موقع “البوبليكو” التي اجرت مقابلة مع الميكانيكي توريبيو، فإنه لم يخف ارتياحه عند سماعه بنبأ قرار المحكمة الوطنية، حيث قال “أنا مُشجع؛ يجب أن تُحدث الشكوى ضجة كبيرة لان الهجوم الإسرائيلي على السفينة وقع “دون سبب وأن افراد طاقمها احتجزوا رغما عنهم”.
اقتحام جنود إسرائيليين سفينة الحرية
ووفقا لتقارير إعلامية سابقة، نشرت على نطاق واسع، أن السفينة التي انطلقت رحلتها باتجاه غزة، يوم فاتح يونيو، من كاتانيا بإيطاليا، خضعت للمراقبة من قبل سفن البحرية الإسرائيلية وطائرات في الساعات الأولى من الصبح من دون سابق إنذار.
و بعد عشرة دقائق اقتحم ما لا يقل عن اثنا عشر جنديا إسرائيليا مسلحين بالكامل السفينة.
و دكر الناشط الميكانيكي توريبيو للموقع، “لم نكن نفعل أي شيء غير قانوني، لا صيدا و لا تحميلا لمواد محظورة، فقط كنا نسافر وكل شيء على ما يرام. ألقينا سكاكين المطبخ في البحر لمنعهم من أي تهمة ينسبونها لنا”.
و أوضح الموقع أن الدعوى القضائية، التي رفعها سيرجيو توريبيو ولجنة التضامن مع القضية العربية، تدين حكومة الاحتلال الإسرائيلي ب “اقتحام وحدة النخبة الإسرائيلية “شايتيت 13” للسفينة بشكل غير قانوني، حيث استخدمت طائرات بدون طيار وأسلحة نارية وقنابل مسيلة للدموع ضد طاقم السفينة”، معتبرة أن “الأحداث تشكل انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وجزءا من سياق إبادة جماعية ضد السكان المدنيين الفلسطينيين”، حيث خلض الموق إلى اعتبار ان هدا الإطار “يمكن القضاء الغسباني من إعلان كفاءته في التحقيق مع القادة الدوليين ومحاكمتهم”.
السفينة خضعت لمراقبة سفن البحرية الإسرائيلية
و أكد توريبيو أن الهجوم الإسرائيلي وقع “دون أي سبب” وأن أفراد الطاقم “احتُجزوا رغماً عنهم”. ووفقاً لتقارير من أسطول الحرية، خضعت سفينة مادلين، التي أبحرت من ميناء كاتانيا الإيطالي في 1 يونيو، للمراقبة من قِبل سفن البحرية الإسرائيلية وطائرات مُسيّرة منذ مغادرتها المياه اليونانية ودخولها المياه الدولية، في الساعات الأولى من صباح التاسع من يونيو، “دون سابق إنذار، اعترض طريقهم قاربان”.
و أصاف الناشط أنه “وبعد خمس عشرة دقيقة، اقتحم ما لا يقل عن اثنا عشر جنديًا مسلحين بالكامل السفينة”، يتذكر الناشط: “لم نكن نفعل أي شيء غير قانوني، لا صيدًا، ولا تحميلًا لمواد محظورة… لا شيء”. يقول: “كنا نسافر وكل شيء على ما يرام. ألقينا سكاكين المطبخ في البحر لمنعهم من اختراع أي شيء”.
الخطوات التالية في المحكمة الوطنية
الشكوى، التي رفعها سيرجيو توريبيو ولجنة التضامن مع القضية العربية، تدين نتنياهة ب “اقتحام وحدة النخبة الإسرائيلية “شايتيت 13” للسفينة بشكل غير قانوني، حيث استخدمت طائرات بدون طيار وأسلحة نارية وقنابل مسيلة للدموع ضد الطاقم. وتستند الشكوى إلى مبدأ الولاية القضائية العالمية، معتبرةً أن الأحداث تُشكل انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وجزءًا من سياق إبادة جماعية ضد السكان المدنيين الفلسطينيين. وهذا إطار يُمكّن القضاء الإسباني من إعلان كفاءته في التحقيق مع القادة الدوليين ومحاكمتهم.
“و في تصريح لمحامي الميكانيكي توريبوي وعضو البرلمان الأوروبي، خاومي أسينز، يقول بالحرف: “هده ليست خطوة عادية، نحن سعداء للغاية لأننا نظرنا في إمكانية احتمال، رفض الشكوى، محتملا ان تصدر المحكمة الوطنية حكما قيميا وترى أن الوقائع قد تكون دات طبيعة جنائية”.
ليس المرة الأولى ترفع فيها دعوى بإسبانيا ضد إسرائيل
على اية حال، هده ليست المرة الأولى ترفع فيها دعوى قضائية اما المحاكم الإسبانية ضد السلطات الإسرائيلية، ففي عام 2010، قدم فريق من المحامين، ضمنهم خايمي أسبينز، شكوى ضد نيامين نتنياهو وقادة ٍرائيليين ىخرين لمسؤوليتهم عن الهجوم على سفينة مرمرة، وهي جزء من أسطول الحرية، في تلك المناسبة. وقد أسفر الهجوم عن مقتل عشرة ناشطين في المياه الدولية. يومها فتحت المحكمة الوطنية بمدريد إجراءات تمهيدية وبدأت التحقيق في الهجوم على السفينة معتبرة إياه جريمة حرب محتملة. و مع دلك لم تحال القضية إلى المحاكمة، حيث مع إصلاح قانون العدالة الشاملة، الدي روج له الحزب الشعبي اليميني عام 2014، أدى إلى إغلاق القضية بتقييد اختصاص المحاكم الإسبانية في محاكمة الجرائم الدولية المرتكبة خارج إسبانيا.