Table of Contents
تفجرت، يوم امس السبت، في بلدة “توري باتشيكو” بمنطقة مورسيا الإسبانية أحداث عنف خطيرة وقع ضحيتها مهاجرين مغاربة.
ووفقا لإفادة مختلف الصحف والمواقع الرقمية الإسبانية، فإن أحداث العنف، التي انطلقت حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء، مارسها أشخاص ذوو توجهات نازية و يمينيون متطرفون من خلال حملات دورية بالمنطقة،
عصابات اليمين المتطرف تعتدي على المغاربة
وقد كانوا يتوجهون إلى الأحياء التي يسكنها المغاربة المهاجرين لاستهدافهم بواسطة الأسلحة البيضاء و العصي، فضلا عن إطلاق عبارات الشتم والكراهية والشعارات العنصرية والإهانة في حق مواطنينا، وتدخل رجال الحرس المدني بالمنطقة من أجل استتباب الامن، لكن هؤلاء الرجال الأمنيين انفلتت من أيديهم إمكانية التحكم فيه وباتت عصابات اليمين المتطرف تعتدي بوحشية على المغاربة المهاجرين الدين قاموا من جانبهم بالدفاع عن أنفسهم.
القنابل الحارقة والرشق بالحجارة
و الخطير في الأمر، ان المعتدين من قوى اليمين المتطرف، حسب ما وثقته وسائل الإعلام المحلية والوطنية في إسبانيا، استخدموا وسائل أخرى في هجماتهم على مواطنينا المغاربة، حيث أطلقوا عليهم القنابل الحارقة والاعتداء برشق الحجارة والزجاج، إلى درجة تحولت بلدة “توري باتشيكو” إلى ساحة معركة بغاية اجتثاث وجود المهاجرين وطردهم من إسبانيا انسجاما مع شعارات الكراهية التي تعلموها من الحزب اليميني المتطرف “فوكس” بزعامة سانتياغو آباسكال.
و حسب نفس المصادر الإعلامية، فإن هجمات شباب نازيين و يمينيين، كانت تبدو عليهم الحماسة الزائدة لشن المزيد من الهجمات على أحياء المهاجرين، غير أن “الشباب المغربي المنظم والمقنع كان ينتظرهم على أبواب احيائهم للدفاع عن أنفسهم و عائلاتهم، وكانوا يصرخون بالقول “لا يمكن وضعنا جميعا في سلة واحدة!”.
بيت القصيد الدي استثمرته قوى اليمين المتطرف
والمقصود بهذا الكلام له علاقة ببيت القصيد الدي كان بمثابة الشرارة التي استثمرتها قوى اليمين لتوجيه الضربات إلى المهاجرين المغاربة والتحريض ضدهم. فأحد المواطنين الإسبان، وهو رجل طاعن في السن اسمه “دومينغو”، اعتدى عليه مغربي منحرف بالضرب و قام بتسجيله في فيديو، وهي جريمة استدعت تدخل رجال الحرس المدني الدين اعتقلوه، و سيسلمونه لاحقا للقضاء لكي يدينه وفق القانون و ينصف الضحية الإسباني و يضمن له حقه في العدالة و الانصاف.
تجييش المجتمع بخطابات الكراهية والعنصرية
غير أن اليمين المتطرف، وكما يستشف من حديث المتضامنين الإسبان، مثقفين و حملة القيم الإنسانية و تقدميين، مع المهاجرين المغاربة، استثمر جنسية المعتدي بصفته مغربي من شمال إفريقيا لكي يشعل نيران الحرب ويقرع طبولها و تجييش المجتمع بخطابات الكراهية والعنصرية استعداء للمغاربة وبلدهم المغرب في محاولة تتكرر باستمرار هدفها طرد كافة المهاجرين المغاربة الدين تصورهم خطابات النازيين الجدد و أحزاب اليمين الفاشي على رأسهم حزب آباسكال “فوكس” بأنهم “مجرمون وقتلة و لصوص…”.
ذوو توجهات نازية في دوريات بالمدينة
واستمرت “مطاردة” المهاجرين المغاربة في “توري باتشيكو” ليلة كاملة من يوم السبت، في الوقت الذي هدد فيه المتطرفون اليمينيون والنازيون، الذين كانوا ينظمون أنفسهم عبر مجموعات تيليغرام ومنصات أخرى في الإنترنيت لإطلاق “دوريات”،في الأيام الأخيرة.
و لم تخف وسائل الإعلام هدف شباب قوى اليمين المتطرف حيث قالت بأن “المهاجرين من شمال أفريقيا، الذين يشكلون محور الاضطهاد من قبل هؤلاء المتطرفين، الذين أخذوا بالفعل العدالة بأيديهم، ردًا على الهجوم الذي تعرض له دومينغو، وهو مقيم في المدينة يبلغ من العمر 68 عامًا، يوم الأربعاء الماضي، على يد شاب يزعم أنه من أصل شمال أفريقي”.
و في وصف لمشهد من معركة الكراهية والعنصرية التي أطلقها شباب قوى اليمين المتطرف، قالت صحيفة “إل دياريو” الاسبانية، “مع اندلاع المعركة، بدأت اولى سيارات الإسعاف بالوصول لعلاج الجرحى. وفي عدة شوارع، شوهد شبان ووجوههم تقطر دمًا من الزجاجات والحجارة التي أُلقيت في الهواء”.
وأوضحت صحف محلية، أنه “لإثارة التوترات، واصلت مجموعات دردشة مثل “اطردوهم الآن من إسبانيا” ونشر صور لمهاجمي دومينغو المزعومين – مع أن الضحية أبلغ الحرس المدني أن شخصًا واحدًا فقط هو من هاجمه – ومقاطع فيديو لضباط من الشرطة الوطنية يحاولون السيطرة على شبان مغاربة، مع أن مصادر محلية أكدت لصحيفة “إل دياريو” أن هذه المقاطع لم تُسجل في “توري باتشيكو”.
بلدة “توري باتشيكو” تسكنها 89 جنسية
وفي وضف آخر لمشهد من الاحداث: “ستكون كارثة، لقد سئمنا من المغاربة” أو “ستُعرف “توري باتشيكو” في جميع أنحاء أوروبا بأنها مهد الحروب الصليبية”. كانت بعض الرسائل التي استمر تبادلها في هذه المحادثات الليلة، بينما كان عشرات الأشخاص الغاضبين يركضون في الشوارع وهم يهتفون بشعارات عنصرية، ووجوههم ملتوية بالكراهية، ويشعلون القنابل في المناطق الساخنة في الأحياء التي تضم أكبر عدد من المهاجرين: سان أنطونيو، وسان خوان، ولوس بيريز، الواقعة في الجزء الجنوبي من البلدة”.
في بلدة “توري باتشيكو” بمنطقة مورسيا تسكنها 89 جنسية، و30% من السكان أجانب. يقول خوان سلفادور سانشيز ساورا، المستشار الاشتراكي السابق لشؤون أمن المواطنين في الفترة الماضية:، مضيفا “لدينا 41 ألف ساكن مسجل، بالإضافة إلى غير المسجلين، والبلدية تنمو بمعدل يتراوح بين 800 و1000 شخص إضافي كل عام”.
و يضيف ساورا، في تصريح لصحيفة “إل دياريو”، بأن “عدد سكاننا ضعف عدد سكاننا قبل 20 عامًا، ولكن لا يزال لدينا نفس عدد أفراد الحرس المدني، ولهذا السبب نطالب دائمًا بمزيد من وسائل الإعلام؛ فالموظفون غير مُعدّلين”. علاوة على ذلك، تغطي البلدية مساحة 181 كيلومترًا مربعًا، مع 11 مقاطعة، ويتركز 53% فقط من السكان في المناطق الحضرية.
وفضحت وسائل إعلام، في وضح النهار، يوم السبت، قيام الزعيم الإقليمي لحزب فوكس، خوسيه أنخيل أنتيلو، يوم السبت، بحشد بضع مئات من أنصاره، وانتهز الفرصة لإطلاق شعارات الحزب ضد الهجرة غير الشرعية. ومع ذلك، تجنب إدانة اضطهاد المهاجرين من شمال إفريقيا، قائلاً: “لقد انتفضت “توري باتشيكو”. لقد سئموا من معرفة أي شارع يسلكونه وفي أي وقت. المسؤولون عن هذه الأحداث هم الحزب الاشتراكي الإسباني والحزب الشعبي، اللذان جلبا المهاجرين وتسببا في انعدام الأمن”،
و قال أنتيلو.:”صرّح رئيس حزب فوكس في المنطقة قائلاً: “نحن الإسبان لدينا القدرة على الدفاع عن أنفسنا؛ ولهذا السبب نحن هنا”.