Table of Contents
في الأسابيع الأخيرة، شهدت بلدة “توري باتشيكو”، قرب مدينة مورسيا، تصعيدا متواصلا و مقلقا في أعمال العنف الموجهة ضد المهاجرين المغاربة، بلغ ذروته عقب اعتداء صدم المجتمع المحلي.
وكان ضحيته، رجل إسباني متقاعد مُسن يُدعى “دومينغو”.
آثار نفسية عميقة
الاعتداء عليه من قبل مجهولين أثار تساؤلاتٍ عديدة وجدية حول طبيعته والمرتكبين له، وفيما إذا كان جزءًا من خطة منظمة مرتبطة بحركات اليمين المتطرف، وخاصةً حزب “فوكس” وزعيمه سانتياغو أباسكال.
وقد انخرط الحرس المدني في تحقيقٍ مُكثّفٍ عقب الهجوم على الضحية “دومينغو”، الذي أظهرت حالته أثناء التحقيق الأولي معه أن الهجومٍ عنيفٍ لم يُخلّف إصابات جسدية فحسب، بل خلّف أيضًا آثارا نفسيةً عميقةً في نفوس ساكنة بلدة “توري باتشيكو” بما فيهم المهاجرين المغاربة.
استراتيجية منظمة لجماعات اليمين المتطرف
ومع تقدّم التحقيق، تعمل قوات الأمن على تحديد هوية مرتكبي هذا العمل الشنيع.
وحتى الآن، لم تُجر أي اعتقالاتٍ تُذكر على صلةٍ مباشرةٍ بالهجوم، مما خلق مناخًا من عدم اليقين والخوف وسط ساكنة تلك المنطقة.
وقد أثار الحادث تكهناتٍ حول ما إذا كان هذا العنف نتيجةً لاستراتيجية مُنظّمة من قبل جماعات اليمين المتطرف التي لاتخفي عداءه العنصري تجاه المهاجرين وخاصة المغاربة.
كراهية المهاجرين و الأجانب
في السنوات الأخيرة، وهدا ما احتملته و استنتجته مختلف وسائل الإعلام الإسبانية، والتي أقرت، بأن إسبانيا شهدت انتعاشًا لخطاب اليمين المتطرف وحركاته التي تُروج للتعصب وكراهية المهاجرين و الأجانب وأشكال أخرى من العنف.
وكان حزب فوكس، بقيادة سانتياغو أباسكال، من أكثر الأحزاب صراحةً في الترويج لأفكار غالبًا ما تكون معادية تجاه من يعتبرهم مختلفين معه.
وهذا يثير احتمالًا مقلقًا بأن تكون هجمات مثل تلك التي تعرض لها “دومينغو” ليست مجرد أعمال معزولة، بل جزءًا من سردية أوسع نطاقا تغذيها أيديولوجيات متطرفة.
أطفال المهاجرين هدف للخطابات العنصرية
وعلى هدا الأساس، بات من الضروري محاولة استجلاء الحقيقة في ظل الاستقطاب السياسي الذي يميز النقاش حول العنف والحركات اليمينية المتطرفة في إسبانيا. إد يتطلب الأمر، الربط المباشر بين هجوم عنيف وحزب سياسي، أدلةً ملموسة، وإلى أن تتوفر معلومات واضحة وقابلة للتحقق، سيكون من غير المسؤول الإدلاء بتصريحات قاطعة.
والأدلة الملموسة موجودة بكثرة في جل الخطابات التي يلقيها زعيم حزب “فوكس” و نشطاؤه بمناسبة وغير منسبة حيث يستهف فيه بشكل مباشر للمهاجرين المغاربة بمنطق لا لبس في كراهيته وعنصريته وعدائه لهم، و لم ينجو من هدا المنطق حتى أطفال المهاجرين الدين حولهم إلى هدف لخطاباته العنصرية.
تعزيز الحوار والتعايش السلمي
وحسب مصادر الإعلام الإسبانية، يُركز الحرس المدني على جمع الأدلة وإجراء التحقيقات اللازمة، سعيا لتحديد هوية الجناة الحقيقيين دون اللجوء إلى شيطنة جماعات أو أحزاب بأكملها.
وقد أصدرت السلطات المحلية بيانات تُدين الهجوم وتُؤكد التزامها بالقضاء على العنف بجميع أشكاله.
وبالمثل، انتقدت العديد من منظمات حقوق الإنسان تصاعد العنف في البلاد، وحثت على تعزيز تدابير الحماية للفئات الأكثر ضعفا، مثل المتقاعدين وغيرهم من الفئات المعرضة للخطر.
وبينما يتعافى مجتمع “توري باتشيكو” من هذا الحدث المؤلم، من الضروري استشارة المواطنين بشأن مخاوفهم. إن الاستماع إلى أصواتهم يمكن أن يكون خطوة أولى نحو المصالحة والسلام. لا ينبغي أن يكون العنف هو الحل، ومن الضروري تعزيز الحوار والتعايش السلمي بين جميع سكان هذه المنطقة.
أهمية ضمان الحريات في المجتمعات الاوروبية
لقد جرى التنبيه من قبل مثقفين و منظمات المجتمع المدني وأحزاب تقدمية إلى ان الاحداث في “توري باتشيكو” وأوضاعها الأمنية، هي انعكاسس لمشكلة أكبر تؤثر على العديد من المجتمعات في إسبانيا وحول العالم: تصاعد العنف بدافع الأيديولوجية والتطرف.
ومع استمرار الحرس المدني في البحث عن إجابات للتوفر على المعلومات الكافية، فإن حل هذه القضية ليس مهما فقط لإنصاف الضحية “دومينغو” وعائلته، بل أيضا للأمن العام ولسياسة البلد ولسلامة وهناء المجتمع الإسباني بأكمله والإفريقية وضمنهم بالطبع المغرب الدي ينشغل شعبه بحالة جاليته جراء العنف والكراهية والعنصرية.
ضرورة مواجهة الخطابات الإيديولوجية العنصرية
ومهم جدا أن ثمة اصوات لمختلف الهيئات السياسية والثقافية الإسبانية تحث على ضرورة مواجهة الخطابات الإيديولوجية العنصرية مثل تلك التي يسوقها حزب “فوكس” اليميني المتطرف، مؤكدة على أهمية ضمان الحريات في كافة المجتمعات الأوروبية، و بانه “يجب علينا جميعا، بغض النظر عن معتقداتنا السياسية، أن نعمل معا لبناء بيئة أكثر أمانا وترحيبا للجميع”.
وهدا الترحيب للجميع يعني بما لا يحتمل أي شك بأنه يعني كافة مكونات المجتمعات الأوروبية بما فيها مكون المهاجرين الدين يعيشون رفقة أسرهم و يتطلعون إلى منسوب عالي من التعايش السلمي حتى يتوفر لهم الأمان والسلم لكي يساهموا أكثر في بناء تلك المجتمعات والاندماج فيها.