Table of Contents
بعد أيام من تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية، وصلت شعبية الرئيس البرازيلي إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر.
محاكمة الرئيس السابق بولسونارو
اهتمت صحيفة نيويورك تايمز بالصراع المندلع بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، و الرئيس البرازيلي، لولا دايلفا، عقب تهديد الأول بتطبيق 50 في المائة من الرسوم الجمركية كعقاب على البرازيل بعد انطلاق القضاء البرازيلي في محاكمة الرئيس السابق، جايير بولسونارو، بالتهم الثقيلة المنسوبة له في احداث محاولة الانقلاب ضد لولا مباشرة بعد فوزه المستحق كرئيس لولاية ثالثة.
شعبوي متهور يدعي سرقة الانتخابات منه
وأكدت يومية “نيويرك تايمز”، في صيغتها المكتوبة بالإسبانية، أن الرئيس البرازيلي، لولا داسيلفا، عرف ارتفاعا في شعبيته بعد نشوب خلاف بينه وبين الرئيس الأميركي ترامب بشأن الرسوم الجمركية
و التقرير الإعلامي المنشور في اليومية الأميركية، والدي أنجزته مراسلتها، آنا إينوفا، من مدينة ريو جانيرو، يفيد بأن “السباق الرئاسي البرازيلي لعام 2026 يبدو وكأنه انتخابات قد يجدها الأميركيون مألوفة:
رئيس يشغل المنصب منذ فترة طويلة و شعبيته تتراجع، يليه شعبوي متهور يدعي أن الانتخابات الأخيرة شرقت منه، ثم ظهر الرئيس ترامب”.
تهديد ترامب وسيلة لإنقاذ حليفه…
و تضيف أن تهديد ترامب الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المائة على الصادرات البرازيلية، “كوسيلة لإنقاذ حليفه، الرئيس السابق جايير بولسونارو، من احتمال إيداعه السجن، على إعادة ترتيب المشهد السياسي في البرازيل، مما منح الرئيس لولا داسيلفا دفعة متوقعة.
وأوضح تقرير “نيويورك تايمز”، أنه مع ترامب ورسومه الجمركية ذات الدوافع السياسية، أصبح لدى لولا الآن رسالة واضحة: “لن نتراجع أمام المعتدي”، إلى ان موقفه هدا يحظى بإشادة في الصحافة، وينتشر على الإنترنت، ويمنح مؤيديه أملًا متجددًا في فوز لولا بولاية رابعة العام المقبل، قبل أيام من عيد ميلاده الثمانين.
وتجزم الصحيفة الأميركية في تقريرها، أن لديهم سبب للتفاؤل: فبعد أيام من تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية، وصلت معدلات تأييد لولا إلى أعلى مستوياتها منذ أشهر.
وأظهرت استطلاعات رأي جديدة أن ما بين 43 و50% من البرازيليين راضون عن أدائه، بزيادة تتراوح بين ثلاث وخمس نقاط مئوية منذ مايو.
تصاعد العداء لترامب: ظاهرة عالمية
وفي تصريح نقلته “نيويورك تايمز”، عن كاميلا روشا، عالمة السياسة في المركز البرازيلي للتحليل والتخطيط، وهو مؤسسة بحثية: قالت بالحرف “كان تهديد ترامب ضربة حظ للرئيس لولا. هذا يُعزز موقفه بشكل كبير”.
وتستنج اليومية، بأن هذا التحول في الرأي العام يعد مثالاً آخر على تصاعد العداء لترامب، وهي ظاهرة عالمية أعادت رسم معالم الانتخابات في كندا وأستراليا وأماكن أخرى من خلال زيادة الدعم للسياسيين الذين يتحدون الرئيس الأمريكي.
وتوضح المفارقة أن في البرازيل، وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتعثرات السياسية الداخلية، وصلت نسب تأييد لولا هذا العام إلى أدنى مستوياتها في فتراته الثلاث. بدا أن الوقت قد حان لتسليم زمام الأمور لشخص جديد: 57 في المائة من البرازيليين لا يريدون ترشحه لإعادة انتخابه.
“البرازيل دولة ذات سيادة مستقلة”
و قالت أن في الأسبوع الماضي، هدد ترامب البرازيل بفرض رسوم جمركية عقابية ردًا على ما أسماه “حملة شعواء” ضد بولسونارو، الذي يواجه اتهامات جنائية بالتخطيط لانقلاب بعد خسارته انتخابات عام 2022.
لكن لولا رد بحزم وسرعة على التهديد، مشيرًا إلى استعداده للتفاوض، غير انه لن يتزحزح عن موقفه في قضية بولسونارو.
وقال: “البرازيل دولة ذات سيادة ومؤسسات مستقلة، ولن تقبل أي شكل من أشكال الوصاية”.
وحسب اليومية الأميركية، كان من المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ في الأول من غشت، قبل وقت قصير من محاكمة “بولسونارو” بتهمة تدبير مؤامرة واسعة النطاق لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية، وتفكيك المحاكم، ومنح صلاحيات خاصة للجيش. وتقول الشرطة إن المؤامرة تضمنت خططًا لاغتيال لولا.
الرد الحاسم على الرسوم الجمركية الاميركية
تضيف اليومية أن بولسونارو ينفي أي علم له بمخططات اغتيال أو انقلاب، لكنه يُقر بأنه يدرس “سبلًا ضمن الدستور” للبقاء في السلطة.
قال إنه “غير راضٍ” عن رسوم ترامب الجمركية، لكنه أشار إلى أن الحصانة القضائية، بالنسبة له ولحلفائه، هي السبيل إلى هدنة اقتصادية مع الولايات المتحدة.
ومما وعد به لولا داسيلفا حسب نيويورك تايمز، هو “الرد على الرسوم الجمركية الأمريكية بفرض ضرائب على المنتجات الأمريكية. في العام الماضي، حققت الولايات المتحدة فائضًا تجاريًا مع البرازيل بلغ 7.4 مليار دولار، بناءً على حوالي 92 مليار دولار من التجارة”.
وأشارت إلى ان توجه حرب الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، ثاني أكبر شريك تجاري للبرازيل، ضربة اقتصادية قاسية، تُفاقم التضخم وترفع أسعار الغذاء والدواء والوقود.
و ختمت بالقول: تاريخيًا، لطالما ألقى البرازيليون باللوم على حكامهم في الاضطرابات الاقتصادية. لكن لولا قد ينجو من غضب الناخبين بإلقاء اللوم في الرسوم الجمركية على بولسونارو وابنه، الذي كان يضغط على البيت الأبيض نيابةً عن والده. قال لولا: “على الرئيس السابق أن يتحمل مسؤوليته. كان ابنه هو من ذهب إلى هناك للتأثير على ترامب.