Table of Contents
جمعت القمة التقدمية، التي عُقدت مؤخرًا في تشيلي، قادةً من عدة دول في أمريكا اللاتينية، من بينهم الرئيس التشيلي غابرييل بوريك، والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، ورئيس الأوروغواي، ياماندو أورسي، ورئيس الحكومة الاسبانية، بيدرو سانشس، فيما غابت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباو، عن الحضور بسبب التوترات القائمة بين بلدها وحكومة ترامب.
فكرة القمة التقدمية
رئيس التشيلي، غابرييل بوريك، هو صاحب فكرة عقد القمة التقدمية خاصة بقادة يساريين ديمقراطيين لكي يناقشوا بعمق التحديات والمشاكل التي تواجهها شعوب اميركا اللاتينية ومعالجتها من منظور تقدمي يرتكز أساسا على الممارسة الديمقراطية وثقافتها بعيدا عن النموذج الشعبوي اليسراوي.
ركّزت هذه القمة على مناقشة القضايا المحورية التي تؤثر على المنطقة، تحت شعار تعزيز التكامل والتقدم الاجتماعي في سياق ديمقراطي.
ومن أبرز المواضيع التي ناقشتها القمة التفاوت الاقتصادي والاجتماعي المستمر في العديد من دول أمريكا اللاتينية.
وناقش القادة ضرورة تطبيق سياسات لا تعزز النمو الاقتصادي فحسب، بل تضمن أيضًا وصول فوائد هذا النمو إلى جميع قطاعات السكان. وشُدّدت على أهمية العدالة الاجتماعية كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.
دور أمريكا اللاتينية كمنطقة غنية بالموارد الطبيعية
ومن المواضيع المهمة أيضًا أزمة المناخ والحاجة الملحة إلى اتخاذ تدابير فعالة لمكافحة آثارها. وخلال المناقشات، سلطت الضوء على دور أمريكا اللاتينية كمنطقة غنية بالموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي، ودعا قادتها إلى القيام بدور استباقي في مكافحة تغير المناخ، وتعزيز الطاقة المتجددة والممارسات المستدامة.
كما كانت الهجرة موضوعًا لنقاش واسع وجدي. اتفق الرؤساء على ضرورة بناء سياسات هجرة أكثر إنسانية ودعمًا، تحترم حقوق المهاجرين وتعترف بمساهمتهم في المجتمعات التي يعيشون فيها.
إنشاء نموذج تنمية جديد يعطي الأولوية لرفاهية الناس
واقترح وضع آليات تعاون بين الدول لإدارة الهجرة بفعالية واحترام أكبر. في كلمته الافتتاحية، أكد غابرييل بوريك على أهمية الوحدة بين دول المنطقة لمواجهة التحديات المشتركة.
وشدد على أن الديمقراطية لا تقتصر على العمليات الانتخابية فحسب، بل تشمل أيضًا تعزيز المؤسسات ومشاركة المواطنين واحترام حقوق الإنسان. وحث بوريك القادة على العمل معًا ليس فقط لحل المشكلات العاجلة، بل أيضًا لإنشاء نموذج تنمية جديد يعطي الأولوية لرفاهية الناس على المصالح الاقتصادية.
ضرورة بناء ديمقراطية فاعلة
وأشار بوريك إلى ضرورة بناء “ديمقراطية فاعلة”، تُسمع فيها أصوات المواطنين وتُتخذ القرارات السياسية بما يحقق الصالح العام.
وأشار إلى تاريخ أمريكا اللاتينية، مستذكرا لحظات الديكتاتورية والقمع المظلمة، وشدد على ضرورة الدفاع عن الديمقراطية الحالية وتجديدها باستمرار لمواجهة تحديات الحاضر. وتضمن البيان الختامي للقمة التقدمية التزامات ملموسة من الدول المشاركة لتعزيز التكامل الإقليمي، مع التركيز على التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية. تم الاتفاق على تعزيز المنظمات متعددة الأطراف، واقتراح مبادرات مشتركة في مجالات مختلفة، مثل الصحة والتعليم وحماية البيئة.
رمزية القمة التقدمية
لا تكمن أهمية هذه القمة التقدمية في الاتفاقات التي تم التوصل إليها فحسب، بل تكمن أيضا في رمزية الاجتماع، الدي يؤكد مجددًا رغبة قادة أمريكا اللاتينية في العمل معًا في سياق الاستقطاب العالمي. في عالم تتجلى فيه التوترات الجيوسياسية بشكل أوضح ويبدو فيه التضامن بين الدول نادرًا بشكل متزايد، تُمثل القمة التقدمية منارة أمل لمستقبل أكثر تكاملًا وعدلًا للمنطقة.
في الختام، كانت القمة التقدمية التي عُقدت في تشيلي مساحة قيّمة لمناقشة القضايا الحاسمة التي تؤثر على أمريكا اللاتينية.
ركزت القمة، بقيادة قادة يساريين مثل بوريك ولولا وبيترو، على تعزيز أجندة مشتركة تعالج عدم المساواة وأزمة المناخ والهجرة، وهي جميعها قضايا تتطلب اهتمامًا عاجلاً وتعاونا آنيا.
إن فعاليات كهذه تكتسي حيوية كبيرة وهامة لتعزيز الديمقراطية، وتعزيز التعاون، وبناء مستقبل أكثر عدالة في المنطقة.