Table of Contents
تعاونت مؤخرا مجموعة من الشعراء جاءوا من مختلف بلدان العالم إلى ميديلين بكولومبيا، المشهورة بمهرجانها الشعري الدولي، لصياغة رسالة إدانة للإبادة الجماعية الصهيونية التي تستهدف شعب فلسطيني.
محنة الشعب الفلسطيني
في رسالة هؤلاء الشعراء، وعددهم 46 شاعرا، عبروا بقوة عن دعمهم للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة، وأدانوا بشدة الإبادة الجماعية التي تُرتكب في خق سكان غزة.
وفي تقديرهم، فإن هذه الحركة الفنية والأدبية تعد جزءا من سلسلة من الأنشطة التي تسعى للتعبير عن التضامن مع الشعوب المضطهدة، وتسلط الضوء في هذه الحالة على محنة الشعب الفلسطيني.
الرسالة، التي وقّعها هؤلاء الكُتّاب، ليست دعوةً للسلام فحسب، بل هي أيضًا إدانةٌ لما يعتبرونه أزمةً إنسانيةً جسيمة. يُعبّر الشعراء في محتواها عن عجزهم وقلقهم إزاء الدمار الذي لحق بغزة، حيث يُحاصر آلاف المدنيين في صراعٍ يعتبره الكثيرون غير متناسبٍ وظالم.
فقدان الأرواح، تدمير المنازل
وقد أثار هذا الوضع استجابةً دوليةً لاقت صدىً واسعًا في مدنٍ مُختلفةٍ حول العالم، ولم تُشكّل ميديلين استثناءً.
ومن خلال أشعارهم، قرّر هؤلاء الشعراء رفع أصواتهم لرفع الوعي وتعزيز الحوار حول حقوق الإنسان وكرامته. في الرسالة، يذكرون أمثلة ملموسة عن محنة الشعب الفلسطيني: فقدان الأرواح، تدمير المنازل، ويأس الفارين من العنف.
ويؤكد هؤلاء الشعراء على أن الفن والشعر لهما القدرة على ربط الناس وتعزيز فهم أعمق للواقع الذي يعيشه الآخرون، ليصبحا أدوات فعّالة للمقاومة الثقافية.
دور الفنانين في الدفاع عن حقوق الإنسان
ينتمي الموقعون إلى حركات أدبية مختلفة، مما يعكس ثراء التنوع الثقافي في كولومبيا. تتنوع أساليبهم وأشكالهم ومواضيعهم بشكل كبير، لكنهم جميعًا متفقون على ضرورة تسليط الضوء على معاناة الشعوب وتعزيز عالم أكثر عدلاً وسلامًا.
من خلال التجمعات الأدبية والحفلات الموسيقية ووأراش العمل، يشارك هؤلاء الشعراء برؤاهم ومشاعرهم، مُدمجين دعم فلسطين في ممارساتهم الفنية. من المهم التأكيد على أن انضمام شعراء من مدينة كولومبية إلى القضية الفلسطينية ليس مجرد لفتة رمزية، بل هو أيضًا تذكير بالترابط التاريخي بين مختلف النضالات من أجل الحرية والعدالة حول العالم. تُؤطر الرسالة في سياق عالمي يلعب فيه الفنانون دورًا حاسمًا في الدفاع عن حقوق الإنسان.
يكشر الشعراء الصمت لتسليط الضوء على غزة
تجاوبا مع الرسالة، بدأ المجتمع الفني في ميديلين بتنظيم منتديات ومساحات حوارية، حيث يناقشون ليس فقط أحداث غزة، بل أيضًا دور الفن في السياسة وكيف يُمكن أن يكون وسيلةً للتحول الاجتماعي. وهكذا، حفّزت مبادرة هؤلاء الشعراء حركة أوسع نطاقا تسعى إلى توحيد مختلف قطاعات المجتمع تحت شعار السلام والعدالة. ويتناقض هذا العمل التضامني أيضًا مع الصمت الذي يحيط أحيانا بهذه الصراعات في وسائل الإعلام.
وبترديدهم لمطالب العدالة والسلام، يكسر الشعراء هذا الصمت، مستخدمين منصتهم لتثقيف الآخرين وتسليط الضوء على غزة.
في الختام، لا تُمثّل الرسالة التي وقّعها هؤلاء الشعراء من ميديلين دعمًا صادقًا للشعب الفلسطيني فحسب، بل تُمثّل أيضًا نضالًا مستمرًا من أجل الكرامة الإنسانية وتعزيز الحوار من خلال الكلمة المكتوبة. وتذكر لفتتهم بأن الشعر يُمكن أن يكون شكلًا قويًا من أشكال المقاومة، وأن الفن، في أوقات الأزمات، قادر على ربط الناس عبر الحدود الجغرافية والثقافية. وهكذا، يتردد صدى رسالتهم في كل ركن من أركان العالم، داعيةً إلى التأمل والعمل الجماعي من أجل مستقبل أكثر إشراقًا.
“نتذكر جميعًا ما حدث مع غزو العراق”
كما أن الشعر لا يمكن أن يكون غريبًا عن صرخة الاستغاثة والموت التي تُسمع باستمرار في تلك المنطقة منذ ما يقرب من عامين. و لا ينبغي للشعر ولا للفنون أن تتجنب التضامن مع هؤلاء المذبوحين. نتذكر جميعًا ما حدث مع غزو العراق. يبدو لنا أن حساسية الفنانين والمثقفين اليوم كانت أقل مما كانت عليه آنذاك، على الرغم من أننا ندرك يوميًا الرعب الذي تنقله صور البربرية.
ومع ذلك، كما يقول الشعراء، فإن فلسطين لا تدافع عن حريتها فحسب، بل عن حرية العالم أجمع. زكما تقول فرانشيسكا ألبانيز اليوم : “على كل دولة أن تعلق فورًا جميع علاقاتها مع إسرائيل”.