Table of Contents
أصبحت قضية جيفري إبستين، المتحرش الجنسي والصديق السابق للرئيس ترامب، مصدر إزعاج كبير للحكومة الأمريكية وأتباعه الجمهوريين.
ومر وقت طويل حاول فيه ترامب تفادي إثارة ملف إبستين وتماهت معه في الإصرار على عدم فتح الأرشيفات الخاصة بجرائم الرجل الغني الدي تاجر بجرائم الاعتداءات الجنسية في حق ضحاياه من نساء في عمر الطفولة.
ضجة كبيرة وسط الجمهوريين
و لكن في الأيام الأخيرة وقعت ضجة كبيرة وسط الجمهوريين و اليمين المتطرف بسبب موقف ترامب الدي كانت من بين وعوده الانتخابية في حال فاز في الانتخابات الرئاسية عرض قضية “إبستين” للمحاكمة ونشر أرشيفات مكتب التحقيقات الفيدرالي.
فما الدي جعله الآن يتهرب من تطبيق وعده الانتخابي؟ هل رصاصة الرحمة التي أطلقها عليه “إيلون موسك” عندما نشب صراع معه حين قال بالحرف إن اسم ترامب موجود في أرشيفات الجرائم الجنسية.
المدعية العام تؤكد وجود اسم “ترامب” في اللائحة
لقد حاول الرئيس أن يجد إمكانية تمكنه من النجاة من هده القضية التي باتت تؤرقه، وتؤرق إدارته. ورغم أن المدعية العامة، بام بوندي، سايرته في موقفه.
لكن ضغط الجمهوريين الغاضبين ووسائل الإعلام و الناخبين الدين صوتوا لفائدته، أجبروها على أن تؤكد لهم على وجود اسمه في أرشيفات الجرائم الجنسية ل “جيفري إبستين”، تماما كما قالها موسك.
طبيعة العلاقة المشبوهة
هده القضية أصبحت تتصدر اهتمام الرأي العام الأميركي ومختلف الطبقات الاجتماعية و المؤسسات و الأحزاب ومنظمات حقوق الانسان والجمعيات…
وبات الجميع يتساءل عن طبيعة العلاقة التي كانت تربط ترامب بالمليونير المرتكب لأفظع الجرائم الجنسية في تاريخ الإجرام الاميركي، بالتوازي مع ما تنشره وسائل إعلام مختلفة التي تحاول جاهدة النبش في طبيعة تلك العلاقة المشبوهة.
وفي غياب إمكانية نشر الأرشيف الخاص بالوقائع التي وثقها مكتب التحقيقات الفيدرالي يصعب العثور على معطيات حقيقية تفيد المشككين الطامحين لمعرفة الحقيقة كاملة غير منقوصة.
ترامب يتلدد بمفهوم الشفافية
فلا أحد في أميركا يقبل بأن تكون للرئيس ترامب “شراكة ما” في تلك الجرائم وهو قابع في كرسي رئاسة الدولة. ولدلك، يطالب الناس و الإعلام هناك بأن تخضع قضية “إبستين” لمنهجية الشفافية وهي مفهوم يتلدد ترامب عندم ينطق به في كل لحظة.
ولمادا سلوكه بين فترة الحملة الانتخابية وفترة وجوده على كرسي الرئاسة يدمر مفهوم الشفافية و يصبح عدوا له بمحاولات حثيثة حتى لا يظهر أي عنصر يشوش على تلك المحاولات الرامية إلى دفن القضية في ردهات النسيان.
ولما قامت صحيفة “وول ستريت جورنال” بنشر رسالة ترامب الموجهة لصديقه “جيفري إبستين” عندما كان الأخير في زمن أنشطة جرائمه الجنسية، شاط غاضبا وقرر متابعتها بدعوى أن الرسالة والتقرير المصاحب لنشرها مجرد افتراء.
الرأي العام متعطش لمعرفة الحقيقة
و لكن ترامب إدا كان فعلا بريئا مما يثيره المشككون في علاقته بقضية “إبستين”، لمادا لا يسمح للقضاء لكي يتصرف وفق القانون خصوصا وأن الرأي العام متعطش إلى معرفة إن كان ترامب شريك للملياردير المجرم أم لا؟
و كما هو معلوم فإن “إبستين” مات منتحرا في سجنه جسب الرواية الرسمية، وهناك من يحتمل تعرضه للاغتيال من قبل أغنياء بهدف محو أي أثر لأسماء حتى لا يقعوا امام المساءلة القضائية. والفرضية الأخير يرددها أتباع ترامب نفسه.
ترامب يظهر في فيديوهات وصور رفقة “إبستين”
وقضية ثالثة يتعطش الرأي العام الاميركي و غيره لمعرفتها و هي لائحة أسماء الشخصيات الغنية من علية القوم الدين كانوا يشتركون في انشطة الجرائم الجنسية.
صحيح ان ترامب قد لا يستطيع وقف فيديوهات وصور كثيرة تنشر في صفحات وسائط التواصل الاجتماعي والتي تظهر وجوده إلى جانب المجرم “جيفري إبستين”، وفي الصور ما يوحي بوجود ما كان موجودا، وكل صورة لحفل يوجد فيها “إبستين” ما هي إلا لأنشطة تخصص فيها وكانت له عصابة من القوادة يمولهن لاستجلاب الطفلات بعدة أساليب.
ما أثارته مؤخرا وسائل الإعلام الأميركية حول وجود اللائحة، ظهر فيها اسم بيل كلينتون “الديمقراطي” والدي حتى اللحظة لم ينف الأمر، كما قالت بوجود مغني البوب الشهير جاك مايكل.
قضية “إبستين” قنبلة سياسية وأخلاقية
موقع “النسبية” سيتابع التطورات اللاحقة لهذا الملف السياسي الذي لا نشك في انه سيشكل قنبلة سياسية واخلاقية قد تنفجر في وجه الرئيس ترامب في اي لحظة.
وقد لا نفاجا بأن وتيرة الأحداث في ضوء ما يتسرب من معلومات مأخوذة من ارشيفات الجرائم الجنسية تفيد بأن ترامب لم يعد “بطلا قوميا و عالميا” كما كان يتوهم ويوهم من يحيط به، و إنما بطل من نوع آخر سنتعرف عنه قريبا.