Table of Contents
في العاصمة التشيلية سانتياغو تجري الاستعدادات على قدم وساق لبناء تمثال تذكاري للشاعرة الشهيرة غابرييلا ميسترال في أهم ساحة تسمى باكيدانو.
وساحة باكيدانو الرمزية ستضم لها رمزًا جديدًا وجديرا بالتقدير والتكريم بفضل مبادرة نحاتتين موهوبتين ; وهما ماريانا سيلفا ونورما راميريث. يتمثل مشروعهما في بناء تمثال مكرس للشاعرة التشيلية الشهيرة غابرييلا ميسترال، التي أصبحت رمزًا للأدب والتعليم في البلاد بعد فوزها بجائزة نوبل للآداب سنة 1945.
حركة واسعة النطاق للاعتراف بالنساء التشيليات
لا يهدف هذا العمل إلى تكريم ميسترال فحسب، بل يعد أيضا جزءا من حركة واسعة للاعتراف بالنساء التشيليات اللواتي تركن بصمة لا تمحى في تاريخ التشيلي. غابرييلا ميسترال، الحائزة على جائزة نوبل في الآداب عام 1945، هي شخصية محورية في الثقافة التشيلية بشكل خاص وثقافة أمريكا اللاتينية بشكل عام. وصداها يتجاوز إرثها وقصائدها؛ فهي تمثل النضال من أجل التعليم والعدالة الاجتماعية وحقوق المرأة.
وتُعد فكرة إقامة تمثال تكريمًا لها في أحد أكثر الأماكن العامة ازدحامًا واستقطابا في قلب مدينة سانتياغو ، وسيلةً لإحياء ذكرى مساهمتها في المجتمع وإلهام الأجيال الجديدة.
توجه المجتمع التشيلي لتكريس المساواة بين الجنسين
تأتي هذه المبادرة في وقت أصبح فيه إبراز الشخصيات النسائية في تاريخ تشيلي وتقديرها أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
مع توجه المجتمع التشيلي نحو المزيد من تكريس المساواة بين الجنسين، سيصبح هذا التمثال رمزا قويا، ليس فقط لعمل ميسترال وإرثها، بل لجميع النساء اللواتي ناضلن من أجل حقوقهن وحقوق أفراد مجتمعهن ومن أجل تقدم البلاد.
وقد أعربت الفنانتان، الذين دفعهما شغفهم بالفن والتاريخ التشيلي إلى الشروع في هذا المشروع، باعتبار أن تمثال غابرييلا ميسترال سيذكر أيضا بنضال المرأة الدؤوب من أجل الأجيال القادمة بمكانتها في المجتمع.
تمثال ميسترال للتأمل في إرث المرأة
ولن يُشيد هذا العمل بميسترال فحسب، بل يسعى أيضًا إلى فتح مساحة للحوار حول المساواة بين الجنسين والاعتراف بمساهمات المرأة في جميع المجالات. ويُعد اختيار ساحة باكيدانو موقعًا مهمًا.
فقد كانت هذه الساحة ملتقى للعديد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية في سانتياغو، ويمكن لوجود تمثال مُخصص لميسترال أن يُلهم كل من يمر بهذه المساحة للتأمل في إرث المرأة في تاريخ التشيلي وأهمية مواصلة التقدم نحو المساواة.
وقد صُمم التمثال بعناية فائقة ليُجسد جوهر ميسترال، حيث اختارت الفنانتان تمثيلًا لا يعكس صورتها الجسدية فحسب، بل ينقل أيضا روحها والتزامها بالتعليم والشعر.
من المأمول أن يتضمن العمل عناصر تربط ميسترال بإرثها الثقافي، ربما من خلال نقوش لأشعارها أو الأيقونية الرمزية التي تُمثل عملها في تثقيف الأجيال القادمة.
يمثل بناء التمثال تقاطعا بين الفن و الذاكرة والنضال
بالإضافة إلى أهميته الثقافية، يُمكن اعتبار بناء هذا التمثال فرصةً لتعزيز الفن العام والمشاركة المجتمعية. وقد أعربت الفنانتان عن رغبتهما في إشراك المجتمع في العملية الإبداعية، من خلال تنظيم ورش عمل وأنشطة تتيح للمواطنين المساهمة في العمل والشعور بأنهم جزء من هذا التكريم.
لا يقتصر المشروع على ميسترال، بل أعربتا الفنانتان أيضًا عن نيتهما في إنشاء مساحة تحتفي بالنساء التشيليات الأخريات اللواتي كنّ، على مر التاريخ، رائدات في مجالات مُختلفة، من الأدب والفنون إلى السياسة والعلوم. لا يُعزز هذا النهج صوت ميسترال فحسب، بل يُبرز أيضًا مجموعة مُتنوعة من النساء اللواتي أثرن ولا يزلن يُؤثرن في الهوية الوطنية.
حوار متواصل حول المساواة بين الجنسين والاعتراف بمساهمات المرأة
يُمثل بناء تمثال غابرييلا ميسترال في ساحة باكيدانو تقاطعًا بين الفن والذاكرة والنضال من أجل المساواة. من خلال هذه المبادرة، يأملن ليس فقط في تكريم إحدى أهم الشخصيات في الأدب التشيلي، بل أيضًا في إلهام حوار مستمر حول المساواة بين الجنسين والاعتراف بمساهمات المرأة في المجتمع.
وقد كانت استجابة المجتمع إيجابية في الغالب، مع تزايد الدعم على وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجال العام. وهذا يُظهر الحاجة إلى المزيد من الشخصيات النسائية الرمزية في الأماكن المرئية، مما يُبرز تأثيرها على الثقافة والحياة اليومية للناس. إنها، في نهاية المطاف، دعوة للعمل من أجل الاعتراف بمزيد من النساء والاحتفاء بهن في السرد التاريخي والثقافي لتشيلي.
تمثال غابرييلا ميسترال عمل فني ومنارة لإلهام النساء والرجال
لن يكون تمثال غابرييلا ميسترال في ساحة باكيدانو عملاً فنياً فحسب، بل منارة إلهام للنساء والرجال على حد سواء. سيكون بمثابة تذكير دائم بأن الفن يمكن أن يكون أداة قوية للمناصرة والتغيير الاجتماعي. وبقدر ما يتحد الفنانون والمجتمع عن هذا الجهد، ستبقى شخصية ميسترال والتاريخ الذي تمثله خالدين، مما يُمكن من سماع أصوات النساء التشيليات وتشجيع الأجيال القادمة على التواصل