Table of Contents
“تمغربيت” موضوع كتبه الكاتب محمد التاودي ضمن سلسلة إبداعاته الأسبوعية التي تنشر “النسبية” موادها كل يوم الخميس. وموضوع “تمغربيت” الدي سننشره في الساعات القادمة، يعرفه الكاتب في النص التالي:
“تمغربيت” كائن حي ينبض
هذا نصٌّ تأسيسي يُعيد صياغة الهوية المغربية بعيدًا عن الاستقطابات الإيديولوجية، واضعًا “تمغربيت” لا كشعارٍ يُلوَّح به، بل ككائنٍ حيٍّ ينبض في الأزقة والذاكرة والقلوب. قوّته ليست في رفع الصوت، بل في تحويل التعدد من عبءٍ يُخشَى إلى رصيدٍ يُحتفى به، ومن توترٍ خفي إلى نغمة انسجام تُعزف على وتر “الاختلاف زينة لا جدارًا”.
“تمغربيت” لوحة تزين جدران المؤسسات
“تمغربيت” ليست لوحةً تزيّن جدران المؤسسات، بل نَفَسٌ يُستنشَق في تفاصيل اليومي: في المقاهي حيث تمتزج اللهجات، في الأسواق حيث تتعانق النكهات، وفي العادات التي يرويها الزمن عبر أيادي الأمهات، وأحاديث الجدّات، وهمسات الجيران.
هي الوجدان الحيّ الذي يجمع العربي، والأمازيغي، والموريسكي، والحساني، واليهودي المغربي حول قهوةٍ واحدة، لا تُهم نكهتها، ما دام الكوب يُرفع بروحٍ واحدة.
“تمغربيت” نبضٍ جماعيٍّ يتردّد في النشيد الوطني
في الملاعب وأيام الوطن، يصطفّ المغاربة لا كأجسادٍ متجاورة، بل كنبضٍ جماعيٍّ يتردّد في النشيد الوطني، لا ككلماتٍ محفوظة، بل كذاكرةٍ تُغنّى بفخر.
هناك، تحت الأعلام المرفرفة، تولد “تمغربيت” من حرارة الانتماء، وتكبر من دفء التضامن، لا من تشابه الملامح.
وهي في جوهرها، ليست انصهارًا يُلغِي الاختلاف، بل حنان الأم التي تُصغي لتعدد أبنائها، وتربّت على أكتافهم جميعًا بحنانٍ عادل. “تمغربيت” لا تسعى لتوحيد الأصوات، بل لخلق تناغمها… فلا نشاز يُقصى، ولا صوت يُجبر على الصمت.
“تمغربيت” روحٌ تضرب جذورها في أعماق التراب المغربي
إنها روحٌ تضرب جذورها في أعماق التراب المغربي، وتمتد أغصانها بثقةٍ نحو سماء العصر، حاملةً التاريخ في القلب، والخطو نحو الغد في جناحيها.
“تمغربيت” ليست مشروعًا مؤجَّلًا، بل حياة تُعاش، وهويةٌ تتنفس، ومصيرٌ مشتركٌ لا يُختزل في لسان أو لون، بل يُصاغ من لقاء الوجوه واختلاف الظلال.