Table of Contents
كشفت صحيفة نيويورك تايمز يوم أمس الجمعة نقلاً عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقّع أمرًا سريًا يوجه البنتاغون إلى تنفيذ عمليات عسكرية مباشرة ضد عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية.
مهاجمة عصابات المخدرات داخل المكسيك
ووفقا ل لهذا الأمر السري، سيكون البنتاغون مجبرا على مهاجمة عصابات المخدرات الموجودة داخل المكسيك. وبالموازاة، طلب مكتب التحقيقات الفيدرالي إدراج أعضاء العصابات المشتبه بهم على قائمة مراقبة الإرهاب.
هذا الإجراء، سيمثل في حال تنفيذه الخطوة الأكثر جرأة لإدارة ترامب في سياستها لمكافحة المخدرات والأمن في نصف الكرة الغربي. وتشير صحيفة نييورك تايمز إلى أن هذا الأمر يوفر “أساسًا قانونيًا” للقوات المسلحة الأمريكية للتصرف بشكل منفرد في الخارج دون إذن من الكونغرس، بحجة أن هذه الجماعات مُصنّفة كمنظمات إرهابية.
رد فعل رئيسة المكسيك على ترامب كان سريعا
في فبراير، أعلن الرئيس الأمريكي العصابات المكسيكية الست الرئيسية: “كارتل سينالوا”، و”كارتل الجيل الجديد خاليسكو ، و”كارتل الشمال الشرقي”، و”كارتل الخليج”، و”كارتيليس يونيدوس”، و”عائلة نيو مكسيكو”، منظمات إرهابية. كما استهدف العصابة الفنزويلية “ترين دي أراغوا” والسلفادورية “مارا سالفاتروتشا” . وكل هذه العضابات زعم أنها تُمثل “تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الأمريكي”.
كان رد فعل رئيسة المكسيك، كلوديا شينباوم، على أمر ترامب، سريعاً وحازماً، بحيث انتقدته وأدانته، مؤكدةً أن أي تدخل عسكري من أي دولة أجنبية في المكسيك أمر وغير مقبول وينتهك السيادة الوطنية.
اقتراح تعاون ثنائي
وبالمقابل دعت إلى تعاون ثنائي، مؤكدةً على أن حل مشكلة الاتجار بالمخدرات ينبغي أن يكمن في استراتيجيات تدمج الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، بدلاً من اللجوء إلى تدابير قد تزيد من العنف والصراع.
كما أعربت شينباوم عن قلقها إزاء تأثير هذه الإجراءات على العلاقات بين المكسيك والولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن مثل هذه القرارات قد تقوض الثقة والتعاون بين البلدين.
المكسيك تمتلك القدرات لمواجهة التحديات الأمنية
وأكدت مجدداً أن المكسيك تمتلك القدرات والموارد اللازمة لمواجهة تحدياتها الأمنية دون تدخل خارجي. وفيما يتعلق باحتمالية وقوع صدام بين القوات العسكرية المكسيكية والأمريكية، يتفق الخبراء على أن المواجهة المسلحة المباشرة غير مرجحة.
فالبلدان مرتبطان بمعاهدات واتفاقيات تعزز التعاون الأمني. ومع ذلك، فإن وجود القوات الأمريكية في المكسيك يُولّد دائماً انعدام الثقة، وأي نشاط عسكري في البلاد قد يُثير سلسلة من التوترات.
القوات المسلحة المكسيكية مُدربة تدريباً عالياً
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من مشاكل الاتجار بالمخدرات، فإن القوات المسلحة المكسيكية مُدربة تدريباً عالياً، وقد وضعت استراتيجيات مُختلفة لمكافحة الكارتلات بفعالية. ركزت السياسة الأمنية للمكسيك على تحسين تدريب وتجهيز قواتها المسلحة، ورغم أن الكارتلات تُمثل تحديًا كبيرًا، إلا أن الدولة المكسيكية تتحمل المسؤولية وتمتلك القدرة على مواجهتها.
وقد اقترحت إدارة الرئيس السابق “أندريس مانويل لوبيز أوبرادور” نهجًا مختلفًا، حيث أعطت الأولوية لبرامج الرعاية الاجتماعية كجزء من الاستراتيجية الأمنية. وتتمثل الفكرة في مهاجمة أسباب الجريمة المنظمة وليس أعراضها فقط، وهو أمر حظي بدعم كبير من الرأي العام في المكسيك.
كلوديا شينباوم دافعت عن سيادة المكسيك
وقد أثار أمر دونالد ترامب بتنفيذ عمليات عسكرية ضد تهريب المخدرات في المكسيك جدلًا واسعًا في المجالين السياسي والاجتماعي. ودافعت الرئيسة كلوديا شينباوم عن سيادة المكسيك ورفضت أي تدخل عسكري من الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، يبدو احتمال نشوب صراع عسكري بين البلدين ضئيلًا، ولكن من الضروري الحفاظ على قناة حوار وتعاون لمعالجة القضايا الأمنية بشكل مشترك وفعال.