“النسبية”
رئيس السلفادور “نجييب بوكيلي” يأمر بعسكرة القطاع التعليمي و هو ما وجد فيه المراقبون السياسون إجراء لتحويل المؤسسات التعليمية إلى ثكنات عسكرية بدل أن تظل وظيفتها التربية وتلقين المعرفة والتعليم.
رئيس الدولة يعين قائدة الجيش وزيرة للتعليم
هده الخطوة من جانب “بوكيلي، شغلت الرأي العام في السلفادور و في أمريكا اللاتينية، مثلما دفعت وسائل الإعلام المختلفة لانتقادها و الكتابة حول خطورتها على التلاميذ ومستقبلهم.
ومن المؤشرات القوية على عسكرة التعليم في البلد، الخبر، كما تحدثت عنه معظم وسائل الإعلام في امريكا اللاتينية، مفاده أن رئيس الدولة عين مؤخرا قائدة الجيش، “كارلا تريغيروس”، وزيرة للتعليم.
إخضاع التلاميذ لفحص تسريحة شعرهم
إضفاء طابع العسكرة سيكون من بين علاماته المثيرة والمفارقة إجبار التلاميذ و التلميذات على الخضوع للفحص من قبل المدراء ورجال التعليم بعد وقوفهم في الصف أمام حجرات الدرس للتأكد من تحليق شعرهم بالمقاييس المحددة رسميا.
وإدا وجدوا أن تسريحة أي تلميذ لم تكن مناسبة او مخالفة لتلك المقاييس، سيجبر على الذهاب إلى مصفف الشعر حتى يحصل على تسريحة تلبي متطلبات رئيس السلفادور ووزيرة التعليم الجديدة تماما كما يحصل في كوريا الشمالية.
تعبير مثير للجدل
وتقول وسائل الإعلام بأن قرار رئيس السلفادور، “قرار مثير للجدل و يهدف إلى تعزيز الانضباط و النظام وسط الطلاب”. و يقول بشأنه الرئيس نفسه، في تعبير مثير للجدل، “إدا اردنا بناء الوطن الذي نستحقه، فعلينا كسر القوالب النمطية.
لقد أظهرت الوزيرة الجديدة، بصفتها قائدة وطبيبة، القدرة والقيادة والالتزام اللازمين لإحداث تحول جذري في نظامنا التعليمي. تتمثل مهمتها في إعداد الأجيال القادمة لمواجهة تحديات الغد بنجاح وتحقيق أعلى معايير الجودة التي تتطلبها السلفادور الجديدة التي نبنيها”.
الوزيرة تأمر رجال التعليم ب”إجراءات تأديبية”
وأفادت المصادر الإعلامية انه بعد ثلاثة أيام فقط من تعيينها في 15 غشت، أرسلت الوزيرة الجديدة “تريغيروس” رسالة إلى جميع مديري المدارس الحكومية والثانوية في البلاد تأمرهم فيها بفرض “إجراءات تأديبية” على الطلاب في مدارسهم، آمرة إياهم ب “استقبال الطلاب يوميًا” عند المدخل “للإشراف” على ارتداء جميع الطلاب “زيًا مدرسيًا نظيفًا ومرتبًا” و”تسريحة شعر مناسبة” و “مظهرًا شخصيًا لائقًا”.
عسكرة للتعليم كما حدث في الديكتاتوريات العسكرية
وأوضحت نفس المصادر أن اوامر وزيرة التعليم نشكل خطرا سبق أن حذرت منه “جبهة المعلمين السلفادوريين“، وهي منظمة تدافع عن حقوق المعلمين والطلاب وغيرهم من المعنيين بالتعليم والتربية.
قالت المنظمة في بيان صادر عنها عقب إعلان الرئيس بوكيلي عن قراره: “من المقلق أن يكون وزير التعليم الجديد عميلاً عسكرياً، إذ يُمكننا الآن الحديث عن عسكرة مؤسفة للتعليم العام السلفادوري، كما حدث خلال الدكتاتوريات العسكرية”.
القرار يعد اكثر إجراءات الديكتاتورية سخافة
ونشرت وسائل إعلام متفرقة رأيا صادر عن عالم الأنثروبولوجيا والصحفي السلفادوري الحائز على عدة جوائز، “خوان مارتينيز دوبويسون”، إن هذا القرار يعد “أحد أكثر إجراءات الديكتاتورية سخافة”.
وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي ليقول: “إن مطالبة الطلاب بجماليات عسكرية تعبر عن هوس أحمق وغير مجد بالتجانس السائد في أمريكا الوسطى. الجميع متشابهون، الجميع مكتئبون، الجميع صامتون، لا أحد مختلف”.
ويعتقد “أوسكار مارتينيز”، رئيس تحرير صحيفة “إل فارو”، أن هذا “على الأقل” يتماشى مع الديكتاتورية. في غضون ذلك، يطرح الصحفي الغواتيمالي “كارلوس كيستلر” سؤالاً مُثيراً للاهتمام: “لماذا يُطالب الوزير بصورة متشددة إذا كان الرئيس يرتدي قبعات وسراويل جينز في المناسبات الرسمية؟”