أصبحت مدينة برشلونة مؤهلة لتكون محطة كبيرة للمقاومة المدنية في مواجهة الحركة الصهيونية و ممارساتها العنصرية التوسعية في حق الشعب الفلسطيني.
المتطوعون يعملون بجدية لتنظيم الأنشطة التضامنية
و في تقرير إعلامي نشره موقع “بوبليكو” الإسباني يؤكد على ان برشلونة، عاصمة إقليم كتالونيا، تستعد لتصبح عاصمة التضامن ضد الإبادة الجماعية في غزة. حيث يعمل مئات المتطوعين بجدية عالية لتنظيم ثلاثة أيام من الأنشطة الاحتفالية والاحتجاجية قبل إبحار الأسطول الدولي إلى قطاع غزة يوم الأحد، مشيرا إلى أن وقد أدرج مجلس مدينة برشلونة قد أدرج فلسطين ضمن “المنطقة الحادية عشرة” للمدينة الكتلانية.
اسطول الصمود العالمي سينطلق بعشرات القوارب
ووفقا للموقع، فقد أوضح كل من سيف “أبو كشك” و”تياغو أفيلا”، عضوا مجموعة تنسيق أسطول الصمود العالمي، في مؤتمر صحفي عُقد يوم الجمعة، بأنه ستنطلق عشرات القوارب من ميناء العاصمة الكتالونية يوم الأحد في رحلة تستغرق سبعة أو ثمانية أيام إلى قطاع غزة.
وتهدف هذه المبادرة إلى فتح ممر إنساني بحري وتقديم المساعدة لسكان غزة، الذين يعانون من “حصار غير قانوني” منذ 22 شهرًا ويواجهون بالفعل مجاعة، وفقًا للأمم المتحدة.
أوضح الموقع أن هذه المهمة الدولية تم التحضير لها، وهي الأكبر في التاريخ لإغاثة غزة، من خلال وفود موزعة على 44 دولة، على الرغم من أن الأسطول يحظى بدعم شخصيات عالمية، مثل الناشطة “غريتا ثونبرغ”. في برشلونة، وقبل انطلاق السفن، من المقرر تنظيم مجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية والسياسية، بالإضافة إلى مظاهرات تمتد لمدة ثلاثة أيام للتوعية بالمبادرة والتنديد، مرة أخرى، بـ”الإبادة الجماعية” التي ترتكبها دولة إسرائيل.
الجميع مستعد لمساعدة فلسطين
واوضح بان الفعاليات ستبدأ يوم الجمعة، لكن أجواء الاستعداد بدأت تتشكل بالفعل في المدينة.
ومما قاله الناشط “تياغو أفيلا” الذي جاء خصيصًا من البرازيل إلى برشلونة: “من المهم جدًا أن نكون جميعًا مستعدين لمساعدة الشعب الفلسطيني. لقد عانى لسنوات تحت الحصار برا وبحرا وجوا، مما حرمه من أبسط احتياجاته، فيما تنفذ دولة إسرائيل الآن إبادة جماعية ضد الفلسطينيين، تحت أنظار جميع مؤسسات وحكومات العالم”.
سيف أبو كشك، منسق أسطول الصمود العالمي، خلال مؤتمر صحفي في ساحة الملك في برشلونة.
28 ألف سيبحرون إلى قطاع غزة
ومما أوضحه أبو كشك وأفيلا، هو أن “حوالي 28 ألف شخص جاءوا للمشاركة في هده المهمة، ولكن فقط من تم اختيارهم وتلقوا “تدريبا مكثفا” سيبحرون إلى غزة. سيتمكن من يملك قاربًا ويرغب في ذلك من الإبحار رمزيًا، رافعين الأعلام واللافتات، لتوديع الأسطول. الدعم لهذه القضية هائل: مئات المتطوعين ينظمون أنفسهم عبر مجموعات “تيليجرام” و”واتساب” لوضع اللمسات الأخيرة على جميع تفاصيل عطلة نهاية الأسبوع.
و في هدا السياق، تم توزيع المهام على تجهيز مساحة المهرجان (الكراسي والطاولات والمسارح والمعدات التقنية) في “مول دي لا فوستا”، وخدمة الجمهور في الحانات، ومعالجة أي عنف أو اعتداء عند النقطة الأرجوانية، ومراقبة الدخول والمراقبة العامة لضمان السلامة، وأخيرًا، توفير المعلومات وجمع التبرعات للأساطيل. كما انضم متطوعون للمساعدة في أي ترتيبات ضرورية.
عائلات كتلانية توفر للنشطاء امكنة للنوم والأطعمة
وقدر موقع “بوبليكو” أن النداء الموجه للجمهور كان فعالًا للغاية: فقد وفرت عائلات أكثر من 200 منزل كاتالوني أسرة لأفراد طاقم الأسطول والمنظمين، ليحصلوا على مكان للنوم وتناول الطعام والاستحمام. كما ستكون المراكز الرياضية والجمعيات والمراكز متاحة لأي شخص يطلبها من المنسقين.
أضاف بانه لم يُعلن بعد عن البرنامج الاحتفالي والاحتجاجي الكامل، ولكن من المقرر تنظيم عروض ثقافية شعبية مثل الأبراج البشرية وتدوير الهراوات. ستقام أيضًا حفلات موسيقية لبعض من أبرز الفنانين الملتزمين، مثل “تريباد”، و”ماكاكو”، و”كلارا بيا”، و”مويردو”، و”ثلاثي دنان لوبو سوليتاريو”، الذين سيقدمون عروضهم إلى جانب فنانين فلسطينيين مثل “مروان””، وسول باند”، و”ألثرود”، و”سوفري”، و”ماكيماكي”، و”سما عبد الهاد”. وستُنظم الجلسات الحوارية والأنشطة السياسية والثقافية بالتعاون مع الجالية الفلسطينية، والائتلاف ضد التواطؤ مع إسرائيل، ومنظمة الصحة والمحامون من أجل فلسطين، ونقابات مختلفة.
ينتشر التضامن في جميع أنحاء إسبانيا
و يفيد “بوبليكو” بأن الفعاليات الداعمة للسفن المغادرة من برشلونة ستتضاعف، ولاحقًا ستأتي من موانئ دولية أخرى، ومن جميع أنحاء إسبانيا. فإلى جانب آلاف الأشخاص المتوقع توجههم إلى العاصمة الكتالونية للمشاركة في الفعاليات التمهيدية، تضافرت جهود المنظمات في جميع أنحاء البلاد لتنظيم الأنشطة.
ووفقًا لمجموعة التنسيق، يقول “بوبليكو”، “قامت بعض المدن بتركيب شاشات في ساحاتها الرئيسية لبث انطلاق الأسطول مباشرةً”. كما بدأت عملية جمع الإمدادات الطبية، وتم تنظيم حافلات من مختلف البلديات إلى برشلونة للمشاركة في هذه اللحظة “التاريخية”.
احتجاج على مقتل الصحفيين في غزة
وقال “بوبليكو” في تقريره، أن مدينة مدريد من المقرر أن يتم فيها تنظيم مسيرة يوم 31 على طول نهر “مانزاناريس”. ويأتي هذا كجزء من الحملة الدولية “من النهر إلى البحر”، التي تشهد فعاليات متنوعة متعلقة بالمياه في مدن أوروبية.
أنشطة احتجاجية أخرى في كتالونيا
وبالتزامن مع فعاليات “مول دي لا فوستا”، تُقام كل أربعاء من شهر غشت، ابتداء من الساعة السابعة مساءً، مأدبة “كاسرولادا” في ساحة سانت جاومي ببرشلونة للتنديد بالإبادة الجماعية. وقد جمعت هذه المبادرة، التي نظمتها الجالية الفلسطينية في كتالونيا ومنظمة “برو كومبليسيتات أمب إسرائيل”، عشرات الأشخاص على مدار الشهر. وإلى جانب الاحتجاج المعتاد يوم الأربعاء، ستُضاف دعوة من مجموعة الصحفيين للتنديد بجرائم قتل الصحفيين في غزة.
وأفاد موقع “بوبليكو” أن ثمة دعوة لتنظيم حركة احتجاجية متعددة ضد السماح بمشاركة فريق إسرائيلي للدراجات في طواف إسبانيا. و من المقرر تنظيم الاحتجاج الأول يوم الأربعاء على الساعة الرابعة عصرًا في شارع “رامبلا دي فيغيريس”، بالتزامن مع المرحلة الأولى من السباق في شبه الجزيرة الأيبيرية، والتي ستمر أيضًا بمناطق أخرى في كتالونيا، وأراغون، ونافارا، وإقليم الباسك، وأستورياس، وقشتالة وليون، ومدريد.
ووفقًا لمنظمي الاحتجاج والمقاطعة، يُعد هذا الحدث الرياضي “شرعنة للإبادة الجماعية والتطهير العرقي لدولة إسرائيل، مما يسمح لفريقها بالمشاركة في ظروف طبيعية تماما وبمشاركة متواطئة”. أما الاحتجاج الثاني، فقد دعي إليه في اليوم التالي، الساعة العاشرة والنصف صباحا، في مدرسة “أولوت” لتعليم الكبار، والثالث يوم الجمعة 29، الساعة الواحدة ظهرا، في سورت.
المدن الفلسطينية في “المنطقة 11” في برشلونة
أعلن رئيس بلدية برشلونة، جاومي كولبوني، عن إعادة تفعيل مشروع “المنطقة 11” لفلسطين، وهو الأداة التي مُنحت بها مدينة برشلونة في التسعينيات للمساهمة بفعالية في إعادة إعمار “سراييفو”. وأكد كوليوني بأنه النموذج الذي روّج له رئيس البلدية باسكوال ماراجال، وتُعدّ سابقة “ناجحة”، حيث انضمت “سراييفو” رمزيًا إلى المناطق العشر في المدينة، مما سمح للمشروع بامتلاك بنيته التحتية الإدارية وموارده وفريقه الخاص. وسيتم الآن النظر في منح العديد من المدن الفلسطينية، بما في ذلك غزة، هذه المكانة.
ومن المقرر إطلاق المشروع قبل نهاية العام مع مجموعة من الفنيين من مجلس مدينة برشلونة، الذين سيتعاونون بانتظام في مشاريع التخطيط الحضري، والصحة، وتسهيل الوصول، والتعليم. نريدهم أن يتمكنوا من تحقيق ذلك ميدانيًا، وكذلك من خلال استضافة فنيين للتدريب في برشلونة، استجابةً للطلب الذي كرره لنا اليوم المسؤولون عن هذه المشاريع. وفيما يتعلق بالمدن الفلسطينية، ستبدأ الفرق البلدية الآن عملية وضع تصور وتحديد مشروع “المنطقة 11″، مما يُطلق خطة طويلة الأجل تُنفذ بالتعاون مع المدن المستفيدة. وتبلغ الميزانية الأولية للمشروع مليون يورو.