“النسبية”
أطلقت، يوم أمس بمدينة برشلونة، فعاليات الصمود العالمي المتضامنين مع القضية الفلسطينية رحلتهم نحو غزة عبر العشرات من السفن. لكنهم اضطروا للعودة إلى ميناء برشلونة بسبب سوء أحوال الطقس حسب ما أخبرت به وسائل الإعلام الكتالانية.
سفن الصمود العالمي تهدف لفتح ممر إنساني
وبالفعل اضطرت حوالي ثلاثين سفينة للعودة إلى ميناء برشلونة بسبب سوء الأحوال الجوية. لكنها ستنطلق كلها اليوم للتوجه إلى قطاع غزة في الساعة الواحدة ظهرا بهدف إنشاء ممر إنساني لتخفيف وطأة الإبادة الجماعية التي ترتكبها يوميا حكومة نتنياهو في حق الشعب الفلسطيني الدي ظل يكابد مند سنتين أخطر تراجيديا في التاريخ.
وكما نشرت العديد من الصحف الإسبانية، فقد تقرر، عقب اجتماع القباطنة الذي عُقد صباح اليوم، فإن الأحوال الجوية سمحت باستئناف الرحلة، وغادرت السفن الثلاثين التي يتألف منها أسطول الصمود العالمي من ميناء العاصمة الكتالانية وسط حماس وإصرار شديدين.
سفينة كان يقود الملك خوان كارلوس جزء من بعثة الصمود
وأفادت المصادر أن من بين السفن التي اضطرت لقضاء الليلة في ملاجئ سفينة “فاميلي”، وهي السفينة التي صعدت على متنها رئيسة البلدية السابقة “آدا كولاو” والناشطة “غريتا ثونبرغ”.
وقد حدث نفس الأمر مع سفينة “بريبون” – إحدى السفن التي كان يقودها الملك خوان كارلوس سابقًا – والتي أصبحت الآن جزءًا من بعثة الصمود العالمي للتضامن مع غزة، بقيادة مستشار مجلس برشلونة للبحوث الاقتصادية، “جوردي كوروناس”.
بسبب مشاكل فنية، ستبقى “بريبون” في الميناء، وسيقود كوروناس سفينة أكبر، لكي يضمن التوجه مع كل السفن الأخرى لضمان تحقيق مهمة هده المبادرة النبيل أملا في إيصال المساعدات وكسر العراقيل الاسرائيلية التي تمنع وصولها ولمحاولة وقف الإبادة الجماعية.
الضغط على حكومات العالم للتحرك
ويُعد أسطول برشلونة واحدًا من مبادرات عديدة شهدتها السنوات الأخيرة. وشهدت مناطق أخرى من العالم مبادرات مماثلة، حيث اجتمع نشطاء من جنسيات مختلفة لدعم غزة. ويدعم هذا الجهد الجماعي شبكة دولية متنامية لا تسعى فقط إلى إرسال المساعدات، بل أيضًا إلى الضغط على الحكومات حول العالم للتحرك من أجل إيجاد حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
دعوة الراغبين في الانضمام إلى اسطول الصمود العالمي
وقام المنظمون بدعوة جميع الراغبين في الانضمام إلى هذه القضية والمشاركة في أسطول الصمود العالمي، مُتيحين فرصًا لمساهمة الناس المتضامنين مع الشعب الفلسطيني، سواء من خلال التبرعات، أو بتبادل المعلومات ورفع مستوى الوعي في مجتمعاتهم.
وبهذا المعنى، يصبح عمل الأسطول رمزًا للأمل والمقاومة للعديد من النشطاء وللفلسطينيين، كما سوف يذكرهم بأنهم ليسوا وحيدين في نضالهم، فإدا تخلت عنهم الحكومات العربية التي فضلت التطبيع مع عدوهم الكيان الإسرائيلي المحتل، فإن المجتمعات المدنية في الغرب أبانت انها كانت في مستوى التضامن معهم ومع قضيتهم العادلة.
عدالة القضية الفلسطينية في وعي الشعوب الغربية
لا يمثل أسطول برشلونة إلى غزة رحلةً للنزهة او فقط لتفقد أحوال التراجيديا للفلسطينيين، فهم يعرفونها ورحلتهم هي بالأساس ، ترمي إلى ترسيخ الوعي والالتزام بعدالة القضية الفلسطينية أيضًا.
في ظل الحروب والأزمات العميقة التي تواجهها البشرية، يمكن لمبادرات من هدا النوع الدي تحولت فيها برشلونة إلى عاصمة للصمود العالمي من أجل غزة، فإنها لا محالة ستسهم في تعزيز الحوار والسلام والتعاطف. ومن خلال هذا الجهد الجماعي، يبدو أن النشطاء من مختلف بلدان العالم، مصممون على إسماع صوت الشعب الفلسطيني والعمل بلا كلل لإنهاء صراع تسبب في مأساة إنسانية كبيرة .