قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب،ترامب، الدي ينعث نفسه بأنه “صانع السلام”، تغيير اسم البنتاغون ليصبح “وزارة الحرب”.
الخبر أكدته التقارير الإعلامية الواردة من شمال أمريكا والتي تفيد ان الرئيس ترامب يخطط لتوقيع أمر تنفيذي يوم الجمعة يغير بموجبه اسم البنتاغون باسم آخر هو “وزارة الحرب”.
انتزاع السلام بواسطة الحرب
نفس الخبر أكدته قناة “فوكس” المحافظة ووكالة “أسوشيتد برس” التي اعتبرت ان خطوة ترامب هاته تعد أحدث جهوده لإضفاء صورة قوية على الجيش الامريكي.
ترامب تبدو استراتيجيته قائمة على “انتزاع السلام بواسطة الحرب، وقراره بتغيير اسم البنتاغون باسم “وزارة الحرب” منبثق من صلب هده الاستراتيجية، بحيث اتخذ قراره في وقت أعلن فيه الحرب على فنزويلا، وهاجم أحد قواربها بواسطة تفجير دقيق عبر صاروخ أدى إلى مقتل 11 شخصا ليزعم ان القارب المستهدف يعود لعصابة “تران دي أراغوا” كانت متوجهة إلى الولايات المتحدة لنقل المخدرات، كما يزعم أن العصابة المذكورة تعمل تحت قيادة نيكولاس مادورو والرجل الثاني ديوسدادو كابايو.
ومع دلك سبق ان سمع الرأي العام الدولي رغبة الرئيس ترامب بالفوز بجائزة “نوبل للسلام” التي أعلنها عدة مرات، قبل أن يقترحها عليه نتنياهو عندما زاره في البيت الابيض في وقت يواصل فيه الأخير حرب الإبادة المتواصلة في حق الفلسطينيين بقطاع غزة و بتواطؤ ومساعدة مكشوفة من قبل ترامب و حكومته وحزبه الجمهوري.
استخدام ألقاب ثانوية
و هل يستطيع أن يغير الرئيس ترامب اسم المؤسسة العسكرية باسم آخر يوافق مزاجه ومطامحه الشخصية عن القانون وعن صلاحية المؤسسات التشريعية؟
لا يُمكن للرئيس الجمهوري تغيير الاسم رسميًا دون دعم تشريع ستضطر إدارته أن تطلبه من الكونغرس. وقبل ذلك، حسب مصادر إعلامية، سيبدأ ترامب باستخدام “ألقاب ثانوية” حتى تتمكن الوزارة من الاحتفاظ باسمها الأصلي.
ولمحت وسائل الإعلام إلى مسؤول في البيت الأبيض، طلب عدم الكشف عن هويته قبل الإعلان الرسمي، عن هذه الخطط، وردت تفاصيلها في صحيفة “وقائع” صادرة عن مكتب ترامب.
وقال بأن لوزارة الحرب تاريخ طويل: فقد أُنشئت عام 1789، وهو العام نفسه الذي دخل فيه دستور الولايات المتحدة حيز التنفيذ. تم تغيير اسمها بموجب القانون عام 1947، بعد عامين من انتهاء الحرب العالمية الثانية.
“الكونغرس سيوافق إدا لزم الأمر”
أفادت المصادر أنوزير الدفاع “بيت هيجسيث” نشر اسم “وزارة الحرب” على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن نشرت قناة فوكس نيوز (التي كان هو نفسه مذيعًا بارزًا فيها) أول تقرير عن الأمر التنفيذي.
لطالما تحدث ترامب وهيجسيث عن تغيير الاسم، حتى أن الأخير أطلق استطلاع رأي على مواقع التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع في مارس، بعد شهرين فقط من ولاية ترامب الثانية.
ومنذ ذلك الحين، ألمح في العديد من المناسبات العامة، بما في ذلك خطاب ألقاه في “فورت بينينج”، بولاية جورجيا، يوم الخميس، إلى أن اسم منصبه كوزير للدفاع قد لا يكون دائمًا. وصرح أمام جمهور غفير من الجنود: “قد يكون لديّ لقب مختلف قليلًا غدًا”.
وسبق أن دكرت وسائل إعلام امريكية في غشت الماضي، بما صرّح به ترامب للصحافة: “الجميع يُعجبهم تاريخنا الحافل بالانتصارات عندما كنا وزارة للحرب. ثم غيّرناها إلى وزارة الدفاع”. وعندما وُجّهت إليه احتمالية أن يتطلب تغيير الاسم قرارًا من الكونغرس، قال ترامب للصحفيين: “سنفعل ذلك”. وأضاف: “أنا متأكد من أن الكونغرس سيوافق إذا لزم الأمر”.
تحول ثقافي مضاد
وأفادت المصادر الإعلامية أن هذه الخطوة هي الأحدث في سلسلة طويلة من التحولات الثقافية التي أدخلها “هيجسيت” في البنتاغون منذ توليه منصبه في وقت سابق من هذا العام. وفي بداية ولايته، سعى جاهدًا للقضاء على ما اعتبره آثارًا لـ”ثقافة الوعي” في الجيش، ليس فقط من خلال إلغاء برامج التنوع في الوزارة، ولكن أيضا من خلال تطهير المكتبات والمواقع الإلكترونية من المواد التي تُعتبر مثيرة للانقسام.
وكانت النتيجة، تضيف، سحب ومراجعة مئات الكتب في الأكاديميات العسكرية، والتي تضمنت في النهاية عناوين عن الهولوكوست ومذكرات مايا أنجيلو، على سبيل المثال. كما أدى ذلك إلى إزالة آلاف المواقع الإلكترونية التي تُكرم مساهمات النساء والأقليات.
وسبق أن قال المتحدث باسم البنتاغون، “شون بارنيل”، للصحفيين في مارس: “أعتقد أن الرئيس والوزير كانا واضحين تمامًا بشأن هذا الأمر: أي شخص في وزارة الدفاع يقول إن التنوع هو قوتنا، هو، بصراحة، مخطئ”.
كما أشرف “هيجسيث” على انسحاب جميع القوات المتحولة جنسياً من الجيش بعد صدور أمر تنفيذي من الريس ترامب، من خلال عملية وصفها البعض بأنها “مهينة” أو قاسية تماماً.