“النسبية”
في تقرير إعلامي جديد نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الخاص بطبيعة العلاقة التي كانت تربط جيفري إبستين باعتباره أكبر مجرم للأنشطة الجنسية بأكبر بنك امريكي “جي بي مورغان”.
المفترس الجنسي زبون لأكبر بنك أمريكي
وكان على ثلاثة مراسلين صحفيين، ديسيكا سيلفر وماثيو غولدشتاين وديفيد إنريتش، أن يفحصوا آلاف الصفحات من السجلات القانونية والمالية لإعداد التقرير الإعلامي حتى يمكن للقارئ والرأي العام فهم الكيفية التي سمح بها البنك المذكور ان يصبح “المفترس الجنسي” ” زبونا له.
في مستهل التقرير يقول مراسلي “نيويورك تايمز” انه “عندما يفكر معظم الناس في جيفري إبستين، يتبادر إلى أذهانهم فضيحة اعتداء جنسي. لكنها أيضًا فضيحة مالية، حيث لم يكتفِ بنك جي بي مورغان، أكبر بنك في أمريكا، بتسهيل عملية “إبستين” للاتجار بالجنس فحسب، بل أغناه أيضًا محققًا أرباحًا للبنك”.
معدو تقرير “نيويورك تايمز” فحصوا 1400 صفحة
وبالنسبة لهم فإن بعض جوانب تلك العلاقة أصبحت علنية، غير أن المدى الكامل لتورط بنك “جي بي مورغان” مع “إبستين” لا يزال مجهولًا، مشيار إلى “أننا فحصنا أكثر من 14000 صفحة من الوثائق القانونية والمالية – بما في ذلك، إفادات مختومة ووثائق داخلية للبنك – لفهم كيف منح أكبر بنك مُقرض في أمريكا حق الوصول إلى أشهر مُعتدي جنسي في القرن”.
وفي إشارة دالة، يفيد التقرير ان “جوزيف إيفانجليستي”، المتحدث باسم “جي بي مورغان”، صرح في بيان صادر عنه “أن علاقة البنك بإبستين “كانت خطأً، ونأسف لذلك الآن، لكننا لم نساعده على ارتكاب جرائمه الشنيعة”.
كان يحول أمواله لبنوك روسية وشرق أوروبية
وأكد التقرير أن “إبستين” استغل بنك “جي بي مورغان” كركن أساسي في عمليات الإتجار بالأنشطة الجنسية، موضحا، “في الوقت الذي اعتدى فيه “إبستين” جنسيًا على فتيات مراهقات وشابات بشكل منتظم، أجرى “جي بي مورغان” أكثر من 4700 معاملة نيابةً عنه، بلغ مجموعها أكثر من 1.1 مليار دولار، بما في ذلك المدفوعات لضحاياه.
كما حوّل أمواله إلى بنوك روسية وشرق أوروبية يبدو أنها مرتبطة بعمليات “إبستين” في الاتجار بالجنس.
وأضاف التقرير أن البنك سمح لإبستين بسحب عشرات الآلاف من الدولارات شهريا، وهي مبالغ كان من المفترض ان تدق ناقوس الخطر داخليا، مشيرا إلى أن نفس البك فتح حسابات لضحاياه وشركائه، دون العناية الواجبة، ودون رصد مؤشرات تحذيرية بشأن الإتجار بالبشر. وعندما دق موظفو البنك ناقوس الخطر بشان استخدام “إبستين” للبنك، ذهبت تحذيراتهم أدراج الرياح.
الموظفون أعربوا عن قلقهم بشأن العواقب المحتملة
وفي سياق التحذيرات، يقول التقرير ان موظفي البنك “أعربوا عن مخاوفهم في عام 2006، عندما أُلقي القبض على إبستين لأول مرة ووُجهت إليه تهمة تحريض فتاة مراهقة على ممارسة الدعارة.
وقد لاحظ الموظفون أن عمليات سحب “إبستين” النقدية المتكررة والكبيرة كانت بمثابة مؤشرات على نشاط غير مشروع. كما أعربوا عن قلقهم بشأن العواقب المحتملة على سمعة البنك نتيجة تقديم خدمات لمجرم جنسي مدان.
البنك فشل مرارًا في عزل إبستين
ووجد معدو التقرير الإعلامي ان إبستين كان “عميلًا مربحًا للغاية للبنك. في مرحلة ما، ومصدر دخل رئيسي لقسم الخدمات المصرفية الخاصة في بنك “جي بي مورغان”، الذي يُعنى بخدمة العملاء فاحشي الثراء”.
ساهم في عملية استحواذ كبيرة
وأوضح التقري أن إبستاين حدد عملاء جددًا مُحتملين للبنك، وساهم في تنظيم عملية استحواذ كبيرة، وقدّم للبنك فرصًا لكسب المال. وبينما كان إبستاين يقضي عقوبته في فلوريدا بتهمة تحريض فتاة مراهقة على ممارسة الدعارة، استمر في تقديم المشورة لكبار المسؤولين التنفيذيين في البنك بشأن القرارات الاستراتيجية، بما في ذلك كيفية التعامل مع تداعيات مخطط بونزي الذي تبناه برنارد مادوف.
وأكد التقرير أن جيس ستالي، أحد كبار مسؤوليه التنفيذيين، كانت الداعم الرئيسي لإبستين داخل البنك بعد أن نشأت علاقة وطيدة بينهما. كانت ستالي تزور ممتلكات إبستين بانتظام، حتى أثناء إقامته الجبرية.
وكشف معدو التقرير أن ستالي لجأت مرارًا إلى إبستين طلبًا للمشورة. وعندما حصلت على وظيفة جديدة في بنك “جي بي مورغان”، استشارته بشأن الأجر الذي يجب أن تتقاضاه وكيفية تهيئة البنك للنمو المستقبلي على النحو الأمثل. ربط إبستين ستالي بخبير في الشؤون الصينية. حتى أن ستالي طلبت من إبستين مساعدة إحدى بناتها في تقديم نصائح مهنية.
أجبرها على ممارسة الجنس مع أضدقائه
لم يقتصر الأمر على تبادل النصائح المهنية فحسب، يقول التقرير. ففي عام 2010، مارست ستالي الجنس مع إحدى مساعدات إبستين، وهي شابة التقت بها خلال زيارة لمنزل إبستين في نيويورك.
وأضاف أن المرأة زعمت لاحقًا في دعوى قضائية جماعية أن إبستين أجبرها – وضحايا أخريات – على ممارسة الجنس التجاري مع أصدقائه.
وألقى إيفانجليستي، المتحدث باسم البنك، باللوم على ستالي، أحد المقربين من الرئيس التنفيذي للبنك، جيمي ديمون، فيما حدث لإبستين. وقال إيفانجليستي: “نعلم الآن أن الثقة كانت في غير محلها”.
أما ديمون، يفيد التقرير، أصر على أن لا علاقة له بإبستين، على الرغم من ادعاءات ستالي بعكس ذلك، بحيث زاد مستطردا، بالكاد سمع عن إبستين، ولا يتذكرأنع علم بأنه عميل للبنك حتى عام 2019. لكن ستالي قالت في إفادة إنها ناقشت مع ديمون مرتين على الأقل
قال ديمون إنه بالكاد سمع من إبستين، ولا يتذكر أنه علم بأنه عميل للبنك حتى عام ٢٠١٩. لكن ستالي قال في إفادة تحت القسم إنه ناقش إبستين مع ديمون مرتين على الأقل، فيما.ألمح
ألمح موظفون قلقون مرتين على الأقل إلى أن ديمون ربما كان على علم بالأمر.
في إحدى المرات، ناقش الموظفون ما إذا كانت حسابات إبستين ستُغلق، وقالوا إن القرار “بانتظار مراجعة ديمون”. وفي مناسبة أخرى، قال الموظفون إن المستشار العام للبنك كان يراجع وثائق متعلقة بإبستين “لصالح جيمي”.
ويخلص التقرير بأن ديمون يشتهر باهتمامه بالتفاصيل، وفي بعض الأحيان، بسيطرته المفرطة. وسمع معدو التقرير من ديفيد بويز، المحامي الذي يمثل بعض ضحايا إبستين، أن ديمون إما كان على علم بإبستين وكذب في إفادة تحت القسم، أو أن مرؤوسيه أخفوا الحقيقة عنه.