“النسبية”
بات الصراع بين قادة الاحتلال الإسرائيلي وإسبانيا يتخذ أبعادا خطيرة. فحكومة دولة الاحتلال الإسرائيلي تحاول تطوير أشكال المواجهة لتوجيه ضرباتها لكل المساندين لقضية الشعب الفلسطيني داخل إسبانيا وأساسا قوى المجتمع المدني والنقابات والحركة النسائية والشباب واليسار الراديكالي بمختلف مكوناته وسلطات الحكومات الإقليمية التقدمية والحكومة المركزية التي أقر مجلسها الوزاري مؤخرا 9 إجراءات هامة لمعاقبة “إسرائيل” على مواصلة ارتكابها لجرائم الإبادة الجماعية.
جماعة الضغط الصهيونية
والغريب أن قادة الاحتلال الصهيوني يخوضون صراعهم مع القوى التقدمية الإسبانية استنادا على أدوات محلية، الممثلة في أحزاب اليمين واليمين المتطرف.
لتلسيط الضوء على طبيعة هذا الصراع، أنجز الموقع “بوبليكو” الرقمي التقدمي، تقريرا إعلاميا يؤكد في مستهله، أن جماعات الضغط الصهيونية، التي شجبت احتجاجات على سباق لا “فويلتا” الخاص برياضة الدراجات التي شارك فيها فريق إسرائيلي، إلى القضاء لمقاضاة رموز قيادية تقدمية مناهضة للصهيونية ضمنها قادة حركة “سومار”، حزب “بوديموس”، حزب اليسار الموحد والعمدة السابقة لمدينة برشلونة، أدا كولاو، التي تقود حاليا أسطول الصمود العالمي المتوجه إلى غزة.
المحكمة ترفض دعوى اللوبي الصهيوني
الدعوى القضائية التي رفعتها إلى المحكمة الوطنية المنظمة الصهيونية التي تحمل اسم “جمعية العمال والتواصل من أجل الشرق الأوسط” –أكوم- بغرض الحصول على قرار قضائي يدين القوى التقدمية بتهمة “تمجيد الإرهاب”، رفضته المحكمة، ومع ذلك، قال موقع “بوبليكو” أن اللوبي الصهيوني نجح في إقناع المحكمة الوطنية باعتبار الاتفاقيات التي أبرمتها الحكومات المحلية بعدم توقيع اتفاقيات مع مؤسسات إسرائيلية أو التعاقد مع شركات مرتبطة بها “تمييزية”.
دعوى المنظمة الصهيونية ركزت على محرضي الاحتجاجات
وأوضح تقرير “بوبليكو” أن المحكمة رفضت طلب “جمعية العمال والتواصل من أجل الشرق الأوسط” بتعليق سباق “لا فويلتا إسكليسيسمو” بدعوى “خطر مؤكد ووشيك على حياة الرياضيين” المزعوم، حيث رفض قاضي المحكمة الوطنية سانتياغو بيدراث، الدعوى لعدم الاختصاص.
وأضاف أن دعوى المنظمة الصهيونية برئاسة أنخيل غييرمو ماس، ركزت على محرضي الاحتجاجات ضد مشاركة فريق إسرائيلي، “بريمير تيك”، في سباق طواف الدرجات، وتحديدا ضد شبكة التضامن ضد احتلال فلسطين وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، ب د س، وأحزاب “بوديموس” واليسار الموحد وحركة “سومار” و “إس بيلدو”، حيث ألقت باللوم عليهم بسبب ما اعتبرته، “جرائم كراهية، وانتهاكات السلامة الطرقية، واضطرابات عامة، وإصابات في الحوادث التي وقعت في مرحلتي سباق طواف إسبانيا”.
سلسلة الإجراءات سبق للمنظمة الصهيونية اتخادها
ويقول الموقع أن هذه الحركة الأخيرة، التي رفضتها المحكمة الوطنية، تضاف إلى سلسلة الإجراءات التي سبق أن اتخذتها هذه المنظمة، خاصةً منذ عام 2015 (حيث تأسست عام 2004)، والتي شملت المجالات السياسية والاجتماعية والقضائية.
ففي هذا المجال الأخير، أدت عشرات الدعاوى القضائية التي رفعتها إلى فتح ما لا يقل عن 15 قضية قانونية، وفقًا للبيانات والوثائق الرسمية التي جمعها موقع “بوبليكو”.
محاكم مختلفة أيدت التماسات المنظمة الصهيونية
كما باءت ست من هذه القضايا، المرفوعة بتهم جرائم مختلفة ضد الوزيرة السابقة “إيون بيلارا الزعيمة الحالية لحزب “بوديموس”، وعمدة برشلونة السابقة آدا كولاو، وعدد من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين، ومجالس مدن مختلفة ذات حكومات تقدمية، بالفشل.
من ناحية أخرى، أيدت محاكم مختلفة التماسات، المنظمة الصهيونية، “منظمة العمل والتواصل من اجل الشرق الأوسط”، في مواجهة اتفاقيات وقرارات اعتمدتها مجالس يسارية أخرى دعما لحملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها ودعما للشعب الفلسطيني.
ضد “معاداة السامية لدى اليسار واليسار الراديكالي”
حاول موقع “بوبليكو” الاتصال بتلك المنظمة التي تلعب دور اللوبي الصهيوني داخل إسبانيا، لكن دون جدوى، ومع دلك، قال إن مديرها أوضح لموقع “نويفو موندو إسرائيليتا”، “إن الحدث المحفز لتأسيسها كان إدراك وجود فرصة في إسبانيا لتقديم وجهة نظر مؤيدة لإسرائيل من منظور سياسي وإعلامي وحتى قانوني، من جانب المواطنين الإسبان الذين يعتقدون بوجود مصالح وقيم مشتركة بين إسبانيا وإسرائيل”.
تقديم واجب الدعم الأممي
وأفاد الموقع أن مديرها، وهو من مورسيا، زعم أن “إسبانيا، شأنها شأن جميع دول أوروبا والعديد من دول العالم، تعاني من ظاهرة “معاداة السامية”، إلا أن لها خصائصها الفريدة، وأهمها أن النشاط المعادي للسامية يأتي من اليسار واليسار الراديكالي”.
وفي العديد من الدعاوى القضائية التي حركتها منظمة اللوبي الصهيوني أمام المحاكم الإسبانية لمواجهة القوى الديمقراطية التقدمية المدافعة عن عدالة القضية الفلسطينية والتي تتحرك اليوم على طول أرجاء الوطن الإسباني لوقف الإبادة الصهيونية وتقديم واجب الدعم الاممي، كانت تبوء بالفشل، وهي مؤشر على أن الخطط الصهيونية التي تنفدها قوى اليمين واليمين المتطرف لا ولن يكتب لها النجاح امام إرادة شعب حول الساحة الإسبانية إلى فضاء سياسي حاضن للقضية الفلسطينية ورافض لوجود الاحتلال الإسرائيلي فوق الأراضي الفلسطينية.