اسماعيل طاهري
أخاف أن تقصف إسرائيل اليوم الإثنين 15 شتنبر 2025 مقر افتتاح القمة العربية الإسلامية بدولة قطر بدعوى وجود وفد إيراني إيراني يتشكل من الرئيس ووزير الخارجية ومساعديهم ..وبهذا المعنى فحياة الصف الأول من القادة العرب والمسلمين في خطر..وهذا الخطر حقيقي.. وقد يذهب جنون إسرائيل الى حد إحداث تغيير (تناوب بيولوجي) شامل في قيادات دول المنطقة الإسلامية وهو ما يسميه “النتن ياهو” بالشرق الأوسط الجديد. وهنا نصل الى مرحلة متقدمة من “الفوضى الخلاقة” التي يشرف عليها ” العم سام” بالمنطقة.
كيف لكيان عنصري مصطنع في المختبر ان يكون قادرا على فتح عدة جبهات حربية في قطر و تونس واليمن وابنان وسوريا وغزة والضفة الغربية وتهدد حكومته باحتلال لبنان وسوريا والعراق وشرق النيل في مصر ونصف السعودية فيما تسميه إسرائيل الكبرى المرسومة كخريطة في عملتها الشيكل وما أدراك ما الشيكل.؟؟
وهذا السؤال سبق طرحه في 1967 في أعقاب هزيمة مدوية تمكنت من خلالها إسرائيل من هزم دول الطوق عبر احتلال أجزاء من الأردن والضفة وغزة وسيناء مصر وجنوب سوريا وأجزاء من جنوب لبنان..وكل ذلك خلال ستة أيام فقط.
والى اليوم مازال العالم العربي والإسلامي لم يفهم بعد الاسباب التي تكالبت على هذه الامة التاريخية وأدت الى هزيمتها عسكريا. بل أجزم أن هذه الأمة لم تستيقظ بعد من صدمة النكسة.
واليوم ها هي الامة نفسها تنهار بالكامل، ونتذكر بقرف قصيدة الشاعر الكبير نزار قباني : متى يعلنون وفاة العرب؟ وهي القصيدة التي أثارت جدلا واسعا في منتصف التسعينات من القرن العشرين بعد معادة السلام/أسلو المسماة: غزة أريحا أولا.
ولا أعرف إن كان يحق لنا أن نعلن فعلا وفاة العرب أمام هول هذا الانهيار العام للنظام الإقليمي العربي وبالاساس انهيار الحزب الناصري في مصر وحزبي البعث في العراق وسوريا..فكل الأيديولوجيات التحررية سقطت وازدادت الرجعيات رجعية أكثر من أي وقت مضى. وأصبح النظام الإقليمي العربي يناصر علنا أمريكا وربيبتها إسرائيل. وينفذ أجندة الإستعمار بمهنية عالية النذالة.
والسؤال الذي يحير المتتبع الموضوعي هو كيف تنقاد معظم الأنظمة العربية الى المقصلة بمحض إرادتها وبدون حتى هزيمة عسكرية. وكيف أصبحت الواقعية هي الاستسلام وتقديم الثروات والكرامة كعربون ثقة لعدو لا يخفي وجهه في الظلام.
لا أعتقد ان الأمة الميتة ستبعث فيها الحياة وهي التي أضاعت على نفسها فرصة الربيع العربي وبعد عقد من الفرصة الشائعة جاءت واقعة الابادة الجماعية في غزة وتدمير مقومات الحياة لمليوني إنسان فلسطيني ولم تتحرك الانظمة بل تواطأت بالفعل أو بالصمت أو بالحياد الديبلوماسي ورغم مرور عامين من الحرب لم تتراجع ولو دولة عربية واحدة عن التطبيع العلني او السري مع إسرائيل، ولم تستوعب هذه الأنظمة ان المقاومة حق لكل الشعوب المستعمرة. ولم تهدد هذه الانظمة أمريكا والغرب ولو بعقوبات اقتصادية او دبلوماسية.
لذلك فقمة قطر لن تضيف شيئا على المستوى العملي. ولكنها قد تساهم في عودة انشاء الشجب والادانة بأشد العبارات فتكا..وفي الحقيقة فقد افتقدنا حتى هذا الخطاب الانشائي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ولكنه كان يقوم أحيانا بدور مسكن الصداع(أسبرو او أسبيرين او دوليبران…)..وإذا صدر بيان إدانة لهجوم إسرائيل على قطر والاشارة الى ادانة التطهير العرقي في غزة والابادة الجماعية بالسلاح والتجويع فستكون قمة قطر ناجحة.
على أي إسرائيل ستقصف القمة العربية الإسلامية دبلوماسيا وإعلاميا من خلال المظلة الغربية التي تهيمن عليها اللوبيات اليهودية الصهيونية. وستنزل أمريكا وكلابها في دول الاتحاد الأوروبي لتحريف مضامين البيان الختامي والضغط حتى لا تكون عبارات الإدانة والشجب فتاكة جدا، بل وتعديله وإقناع الدول العربية والاسلامية أن اغتيال قادة حماس في كل مكان ” هدف نبيل” كما وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض محاولة اغتيال قادة حماس في قطر.