“النسبية”
آلاف البرازيليين يحتجون على مشروع قانون العفو الذي من المفترض أن يتم بموجبه، في حال إجازته، العفو عن الرئيس السابق، جايير بولسونارو، الدي حكم عليه مؤخرا ب27 سنة سجنا.
ووفقا لقصاصة أعدتها وكالة “إيفي” الإسبانية، فإن آلاف المواطنين البرازيليين خرجوا يوم امس الاحد في جميع أنحاء البلاد للتظاهر ضد البرلمان احتجاجًا على مبادرة العفو، التي أُحيل مشروع حولها في الكونغرس مباشرةً إلى تصويت طارئ.
مشروع قانون العفو بدأت مناقشته في الكونغرس البرازيلي حسب وكالة “إيفي” وفي حال المصادقة عليه سيخرج بولسونارو من السجن حرا طليقا بالرغم من كل الجرائم السياسية التي ارتكبها.
احتجاجات قوية ضد البرلمان
وحسب إفادة “إيفي”، كانت مدن “ريو دي جانيرو” و”ساو باولو” و”سلفادور” من بين العواصم التي نظمت احتجاجات قوية ضد البرلمان من خلال فعاليات قادتها شخصيات برازيلية بارزة تنتمي إلى عالم الموسيقى والفنون والثقافة.
وتحت شعار “الكونغرس، عدو الشعب”، دعت حركات اجتماعية وسياسية مختلفة إلى سلسلة من الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد بعد أن وافق مجلس النواب هذا الأسبوع على مناقشة مشروع قانون العفو في ظل ظروف الطوارئ، مما يعني أنه سيُحال مباشرةً إلى التصويت في المجلس بكامل هيئته دون المرور باللجان.
وأفاد المصدر أن مشروع القانون قيد المناقشة سيخصص في البداية حصريًا لمن شاركوا في أعمال التخريب التي وقعت في 8 يناير 2023، عندما اقتحم آلاف من أنصار بولسونارو مقر الرئاسة والكونغرس والمحكمة العليا لمنع تنصيب الرئيس الحالي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
ومع ذلك، يأمل سياسيون وقادة اليمين المتطرف البرازيلي أن يشمل العفو الأفراد الآخرين المدانين بالتخطيط للانقلاب، بمن فيهم بولسونارو نفسه، مما أثار غضبًا واسعًا في أوساط شريحة كبيرة من المجتمع البرازيلي.
“بدون عفو، مع ديمقراطية”
وأكدت “إيفي” ان الفنان “كايتانو فيلوسو”، نظم إلى جانب أسماء لامعة في عالم الموسيقى، مثل “تشيكو بواركي” و”جيلبرتو جيل” و”دجافان”، مظاهرة ريو دي جانيرو، حيث أبهر الحضور بأكثر من ساعتين من الترفيه واستعراض لأشهر أغانيهم.
كان “كايتانو فيلوسو”، مرتديًا قميصًا أصفر، أول من انضم إلى الثلاثي الكهربائي، حيث تُعرف الشاحنات المزودة بمنصة ومكبرات صوت قوية.
“بدون عفو ومع الديمقراطية: تلك هي البرازيل الجميلة”، قال مبتسمًا من شاطئ “كوباكابانا”، الذي احتله قبل بضعة أسابيع آلاف من مؤيدي بولسونارو المطالبين بالعفو.
ومن المعلوم أن جايير بولسونارو حكم عليه بالسجن 27 عامًا بتهمة محاولة الانقلاب عام 2022
حتى المطر لم يُبدد الاحتجاج
أوضح المصدر رؤيته للمتظاهرين بعد ظهر يوم الاحد في مدينة ساو باولو، عندما بدأوا يملأون واجهة متحف ساو باولو للفنون، أحد رموز شارع باوليستا، مشيرا إلى أن
علم برازيلي ضخم رفع طوال الاحتجاج تقريبًا، ردًا على العلم الأمريكي الذي رُفع خلال مسيرة داعمة لبولسونارو في 7 سبتمبر، يوم استقلال البرازيل.
لم يُطوَ الكرنفال إلا خلال فترات هطول الأمطار الغزيرة، لكن الغالبية العظمى من الحاضرين صمدوا، منتظرين انتهاء الفعالية الرئيسية، التي تضمنت عروضًا لفنانين موسيقيين حضريين وخطابات سياسية كانت تلقى بالمناسبة.
فاغنر مورا يحتفل بالديمقراطية
وأفاد المصدر أن مدينة سلفادور، التي أصبحت عاصمة الكرنفال في منتصف الصيف، استضافت آلاف المتظاهرين منذ البداية، في انتظار عرض “دانييلا ميركوري”، الذي أُعلن عنه في الفعالية. إلا أن الفنانة، وهي إحدى أشهر الأسماء في عالم الموسيقى البرازيلية، فاجأت الجميع بظهورها برفقة الممثل فاغنر مورا.
قال نجم أفلام مثل “الحرب الأهلية” (2024) و”إليسيوم” (2013): “أريد أن أتحدث عن اللحظة الاستثنائية التي تمر بها الديمقراطية البرازيلية، والتي تُعد مثالاً للعالم أجمع”.
وإلى جانب ميركوري، غنى مورا أغنية “ديوسا دو آمور” (2000) للمغني البرازيلي مورينو فيلوسو، بمصاحبة فرقة موسيقية وأصوات المتظاهرين المرافقين للكورال.
يوم الأحد، نُظمت احتجاجات في مدن أخرى في جميع أنحاء البلاد، مثل ريسيفي وبرازيليا وبيلو هوريزونتي، وامتد الحدث ليشمل البرازيليين المقيمين في الخارج، الذين قادوا تجمعات أصغر في لشبونة ولندن وبرلين.