توصلنا بتقرير إعلامي من مؤسسة “آفاز” المعروفة بدعمها لقضايا الشعوب المضطهدة في العالم، تعرض فيه حالة السكان الأصليين في استراليا الدين يتعرضون لهجمات مدفوعة بالكراهية من قبل مجموعات نازية لا تكل من الاعتداء عليهم.
ونظرا لخطورة ما تتعرض له الشعوب الأصلية ارتأينا في موقع “النسبية” نشر نص التقرير الإعلامي كاملا فيما يلي:
“هاجم النازيون الجدد موقعاً مقدساً للسكان الأصليين، وهم يهتفون “السلطة للرجل الأبيض” ويضربون النساء بقضبان معدنية، لكنّ الشرطة لم تفعل شياً لردعهم. يدعو قادة السكان الأصليين اليوم إلى تضامنٍ شعبي حاشد لذا ندعوكم للتوقيع على هذه العريضة دعماً للمنتفضين من أجل العدالة في أستراليا، والمطالبة بالتحقيق في هذا الهجوم المروع كجريمة كراهية.
قام النازيون الجدد بتمزيق الرايات وتدنيس موقعٍ مقدس للسكان الأصليين، ولم يكتفوا بذلك، بل اعتدوا بالضرب على النساء اللاتي حضرن احتفالاً سلمياً في “سوفرينيتي كامب”، وهو موقع مقدس ومقبرة للمجتمعات الأصلية في نارم (ملبورن) في أستراليا.
يقول شهود عيان إن الشرطة كانت على علم بوقوع الهجوم لكنها لم تتحرك، وعندما وصلت أخيراً، قامت برشّ رذاذ الفلفل على الضحايا! ورغم الإهانات العنصرية والعنف النازي الجديد المنظم، لم تتعامل السلطات مع هذه الحادثة كجريمة كراهية.
إنها عنصرية موصوفة، وقادة السكان الأصليين يطالبون بالعدالة. فلنقف اليوم مع مجتمعات السكان الأصليين ضد هذا الهجوم، ونطالب قائدة شرطة أستراليا الجديد بالتحقيق في هذه الجريمة باعتبارها جريمة كراهية لمنع المزيد من العنف العنصري.
في الهجمات الأخيرة التي اندلعت بدافع الكراهية على كنيسة ومعبد يهودي، شكلت الشرطة الفيدرالية فرق عمل للتحقيق، لكن “سوفرينيتي كامب” لم يحظَ بنفس المعاملة، على الرغم من أنه مدفنٌ ومكانٌ مقدس لطقوس واحتفالات السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس.
وعلى الرغم من تحقيق الشرطة في الهجوم، وخضوع بعض الجناة للمحاكمة، لكن الحكومة الفيدرالية لم تعلنه جريمة كراهية، ولم تحقق حكومة الولاية في الإخفاقات الفاضحة في استجابة الشرطة التي سمحت للمتطرفين من أقصى اليمين بإرهاب المخيم.
أمامنا فرصة مؤاتية لدفع الحكومة لاتخاذ إجراءات حقيقية. في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، ستُصبح كريسي باريت مفوضة الشرطة الفيدرالية الجديدة في أستراليا، وعلينا حشد دعمٍ عالميٍ واسع استجابةً لدعوات السكان الأصليين للتضامن قبل موعد توليها المنصب الجديد، بحيث لا يمكنها تجاهل هذه الأزمة.
لنطالب كريسي باريت بأن تأخذ هذا الهجوم على محمل الجد، كما فعلت الحكومة الفيدرالية مع الهجمات على المواقع المقدسة الأخرى، وتتخذ الإجراءات اللازمة حتى لا يتكرر ذلك.
هذه المعركة أكبر من معسكر واحد أو دولة واحدة، ففي جميع أنحاء العالم، تزداد قوة اليمين المتطرف الذي يقوّض حقوق الإنسان، ويؤجج العنصرية، ويدمر الكوكب لتحقيق الربح. أُسس حراك آفاز لمواجهة هذه التهديدات: من الدفاع عن حقوق السكان الأصليين في الأمازون إلى مُواجهة الحركات المُناهضة للديمقراطية في أفغانستان وأوروبا والبرازيل وغيرها، وقد أثبت مجتمعنا مراراً وتكراراً أن قوة الشعب لا تقهر. فلندعم قادة السكان الأصليين في أستراليا، كجزءٍ من حراك عالمي يرفض أن تُحدّد الكراهية الاستبدادية مستقبلنا.
بأملٍ لا ينتهي وعزيمةٍ لا تلين”،
ليليانا، رافينا، مو، نيت، أنطونيا، وكامل فريق آفاز.
تُظهر الصورة روبي ثورب، أحد قادة مجتمع كراوتونغالونغ، ومؤسس “سوفرينيتي كامب”. المصدر: AAP / جوليان سميث