“النسبية”
برزت مؤخرا فئة الشباب المعروفة باسم جيل Z كقوة مؤثرة في المجالين الاجتماعي والسياسي حول العالم. في دول مثل المغرب وبيرو ونيبال وغيرها، اكتسبت مظاهراتها أهمية كبيرة ليس فقط بسبب أعدادها، بل أيضًا بسبب تنوع أيديولوجياتها، والأهم من ذلك، المطالب الاجتماعية التي ترفعها.
يطالبون في المغرب بإصلاحات اقتصادية واجتماعية
يتميز جيل Z برغبته في التغيير والتزامه الراسخ بمجتمع أكثر عدلاً. في حالة المغرب، خرج الشباب إلى الشوارع مطالبين بإصلاحات اقتصادية وسياسية تضمن فرص عمل أفضل ونظام تعليمي وصحي أكثر شمولاً. تُعد بطالة الشباب مشكلة مُقلقة في البلاد، ويشعر العديد من الشباب بعدم وجود صوت لهم في القرارات التي تؤثر على حياتهم. يطالبون بشفافية الحكومة ومكافحة جادة للفساد، معتبرين هذه الإجراءات أساسية لمستقبلهم.
خيبة أمل لدى شباب البيرو تجاه النظام الحالي
في بيرو جنوب أمريكا اللاتينية، اتسمت مظاهرات جيل Z بقضايا حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين. رفع الشباب أصواتهم ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، وطالبوا بسياسات تحمي النساء والفئات الضعيفة الأخرى. لقد خلّفت الأزمة السياسية الأخيرة في البلاد خيبة أمل لدى العديد من الشباب تجاه النظام الحالي، مما أدى إلى تزايد التعبئة للمطالبة بتغييرات هيكلية تعزز عدالة اجتماعية أكبر.
يسعى شباب نيبال إلى زيادة الوعي بضرورة التنمية المستدامة
وفي الوقت نفسه، يدافع الشباب في نيبال عن الاستدامة البيئية وتغير المناخ. ومع تزايد المخاوف بشأن الكوارث الطبيعية وتأثيراتها على المجتمعات، يطالب الجيل Z في نيبال الحكومة باتخاذ خطوات أكثر واقعية لمواجهة هذه التحديات. ومن خلال الاحتجاجات وحملات التوعية، سعوا إلى زيادة الوعي بضرورة التنمية المستدامة التي لا تعرض مستقبل الأجيال القادمة للخطر.
يتبادلون الأفكار لبناء حركة عالمية
وعلى الصعيد العالمي، لا تقتصر هذه الظاهرة على سياق إقليمي، إذ تشمل مطالب الجيل Z أيضًا قضايا مثل الصحة العقلية والعدالة العرقية والمساواة الاقتصادية. ويتواصل هؤلاء الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يسمح لهم بتبادل الأفكار وبناء حركة عالمية تتجاوز الحدود. وهم يتماهون مع نضالات أقرانهم حول العالم، مما دفعهم إلى مناصرة القضايا المشتركة.
هذا الجيل أكثر وعيًا من أي وقت مضى بالتفاوتات الاجتماعية
ومن العناصر الأساسية التي توحد الجيل Z عبر هذه البلدان تركيزهم على الشمول والتنوع. هذا الجيل أكثر وعيًا من أي وقت مضى بالتفاوتات الاجتماعية المستمرة، وهو مستعد للنضال ليس فقط من أجل حقوقه، بل أيضًا من أجل حقوق الآخرين. إنهم يسعون إلى مستقبل يُسمع فيه صوت الجميع وتُحترم فيه حقوقهم الإنسانية، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي.
في نهاية المطاف، تعكس مظاهرات جيل Z في المغرب وبيرو ونيبال ودول أخرى حاجةً ماسةً إلى التغيير الاجتماعي. تتمحور أيديولوجياتهم حول العدالة الاجتماعية والشفافية والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان والاستدامة البيئية. وبينما يواصلون حشد مطالبهم والتعبير عنها، يتضح أن هذا الجيل يشق طريقه نحو مستقبل أكثر إنصافًا، حيث يكون لكل صوت قيمة ولكل حياة قيمة.