بقلم: كارمن أباريسيو*
يصادف هذا الشهر مرور عامين على الإبادة الجماعية، وإسرائيل تواصل قتل أهل غزة أمام أعين العالم. قتلت الدولة الصهيونية أكثر من 66.000 شخص؛ وجُرح أكثر من 150,000؛ وقُتل أكثر من 200 صحفي؛ وتسببت في نزوح جماعي؛ ودمرت مئات البنى التحتية المدنية؛ وحرمت من الوصول إلى الغذاء والماء والأدوية والإمدادات الإنسانية؛ وكأن ذلك لم يكن كافيًا، فقد قصفت المستشفيات أيضًا، ولا تزال تُقصف، ويُقتل الناس عند توجههم إلى نقاط المساعدة الإنسانية.
تمول المتاجر الكبرى ومحطات الوقود والبنوك وبعض المقاهي التي يرتادها الإسبان يوميًا، بشكل غير مباشر، ما يُعتبر الآن “نظام الفصل العنصري الإسرائيلي”.
يُضاف إلى ذلك علاقات الأسلحة التي تُقيمها إسرائيل مع دول حول العالم، وتجارة أنظمة المراقبة المُستخدمة لمراقبة غزة منذ عام 1967، والتي حصلت عليها حكومات مُختلفة للتجسس على الشخصيات العامة.
تصرخ موجة من الإنسانية في إسبانيا ضد الإبادة الجماعية في غزة: “سنملأ الشوارع كلما دعت الحاجة”.
أصبحت تل أبيب عاشر أكبر مُصدّر للأسلحة في العالم، وقد مارست – ولا تزال – تجارة دولية بينما تُهاجم الشعب الفلسطيني بالصواريخ، لقتل آلاف الأطفال.
خلال عام 2024، رفعت منظمات دولية، مثل الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية ومنظمات غير حكومية وجمعيات مُختلفة، إلى جانب أكثر من 40 دولة، دعاوى قضائية ضد الدولة الإسرائيلية. وتتهم هذه المنظمات إسرائيل بارتكاب جريمة تصنفها المحكمة الجنائية الدولية لرواندا بأنها “جريمة الجرائم” – أي إبادة جماعية.
الاعتراف بالدولة الفلسطينية
شكل الاعتراف الدبلوماسي بدولة فلسطين أحد أهم أدوات الضغط. فبينما ظلت دول شمال أوروبا لسنوات خاضعة للانقسامات الداخلية والاعتماد على التحالفات مع الولايات المتحدة، عزز الجنوب العالمي دعمه الرسمي لفلسطين. وعندما نتحدث عن الجنوب العالمي، فإننا نشير إلى كوبا والبرازيل وبوليفيا وتشيلي والجزائر وليبيا، وغيرها.
اعترفت دول جامعة الدول العربية الـ 22 بالدولة الفلسطينية منذ عام 1988. وفي أمريكا اللاتينية، اعترفت 19 دولة من أصل 20 دولة بالدولة الفلسطينية، باستثناء بنما. وفي آسيا، كان الاتحاد السوفيتي والصين والهند من أوائل الدول التي اعترفت بها، باستثناء اليابان وكوريا الجنوبية.
في غضون ذلك، لا تزال أوروبا منقسمة. وكانت إسبانيا وأيرلندا والنرويج أول من اعترف بالدولة الفلسطينية، وانضمت إليهما لاحقًا المملكة المتحدة وفرنسا.
بعد أشهر من العزلة، أُجبر سكان غزة على الاستماع إلى خطاب نتنياهو في الأمم المتحدة. ركب الجيش الإسرائيلي مكبرات صوت في القطاع، وبث رسالته على الهواتف المحمولة التي لا تزال قيد الاستخدام في غزة.
كان عذر الزعيم الصهيوني هو نيته المزعومة لضمان وصول الرسالة إلى الرهائن. وقد انتقدت المعارضة الإسرائيلية هذه الحجة بشدة، ووصفتها بأنها “جنون عظمة لا يليق بدولة ديمقراطية”.
*مقال الكاتبة كارمن أباريسيو نشر في موقع “بوبليكو” الإسباني
Dos años de genocidio en Gaza: siete claves de una masacre televisada | Público