Table of Contents
منذ اللحظة التي تفجر فيها النزاع بين الولايات المتحدة والمكسيك جراء إعلان دونالد ترامب، حزمة من الإجراءات الخاصة برفع التعريفة الجمركية، واجهتها الرئيسة المكسيكية بحزم، فضلا عن رفضها المطلق لكل ما كان يتم التخطيط له في واشنطن للتدخل العسكري الأمريكي بمبرر محاربة الجريمة المنظمة والإتجار في المخدرات داخل الأراضي المكسيكية، حيث قالت للرئيس ترامب بوضوح شديد أن المكسيك بلد كبير له سيادة و هو مستقل ولا نسمح بالتفريط فيه و لسنا بيدقا لأحد..
جميع الدلائل موجودة
وحول نية ترامب للتدخل العسكري في المكسيك، كشفت صحيفة “آل أونيفرسال” المكسيكية عما صرح به الخبير المكسيكي في شؤون الامن الوطني و السلامة العامة، فيكتور هيرنانديز، خلال برنامج تلفزيوني “مع أهل الوطن”؛ بأن المكسيك على أعتاب تدخل عسكري أميركي في أراضيها.
و أضافت الصحيفة المذكورة بأن الخبير هيرنانديث، أكد على أن “جميع الدلائل موجودة… ولن يكون غزوًا على غرار القرن العشرين؛ بل ستكون حملة من هجمات الطائرات بدون طيار مترافقة مع عمليات اختطاف…”، مشيرا إلى أنها توجد في حالة تأهب، بينما تفتقر المكسيك إلى مكافحة استخبارات فعّالة.
سرقة وقود وسط المكسيك
تقول الصحيفة المكسيكية أن تصريحات التي كشف عنها الخبير المكسيكي، تأتي في ظل عمليات ضبط سرقة وقود حديثة في كاليفورنيا السفلى، ومناطق أخرى مثل تاماوليباس، ومصفاة صغيرة في فيراكروز، واعتقال 32 شخصًا متورطين في سرقة وقود وسط المكسيك؛ بالإضافة إلى اتهامات وزارة الخزانة الأمريكية بغسل الأموال ضد ثلاث مؤسسات مالية مقرها المكسيك.
ودائما حسب الصحيفة المكسيكية، تم ضبط أكثر من 880 ألف لتر من الهيدروكربونات في منطقة تاباسكو؛ و480 كيلوغرامًا من مخدر الميثامفيتامين مخبأة في شاحنات بضائع في خاليسكو، مشيرا، في نفس الوقت، إلى أن الامر قد يُعزى إلى “تقصير محتمل” من جانب الحكومة المكسيكية في مكافحة الجريمة المنظمة.
عدم وجود جهاز لمكافحة التجسس
وأضاف الخبير أن “التقصير الأكبر في المكسيك يتمثل في عدم وجود جهاز لمكافحة التجسس لدينا، بينما تمتلكه جماعات الجريمة المنظمة”.
وتقدر الصحيفة على أنه جهاز أمني يفترض وجود مجرمين داخل المؤسسة ويصمم إجراءات لمنعهم من الوصول إلى المعلومات” مشيرة إلى خطورة المعلومة التي كشف عنها الخبير هرنانديث خلال مشاركته في البرنامج المدكور أن شركة “بيمكس” تعد أحد فروع الإدارة العامة التي تولّى الجيش مسؤولية الأمن فيها لأطول فترة، و أن من يُحاكمون للاشتباه بتعاونهم في سرقة الوقود هم عسكريون وجنرالات ومن رتب اخرى”.
من جانبها أكدت رئيسة المكسيك، كلاوديا شينباوم، في تصريح نشرته وسائل الإعلام المحلية، أن التحقيقات في سرقة الوقود متواصلة و تحافظ على يقظة موظفيها في الموانئ.
سياق المشكلة
نتيجة لتهديدات ترامب: في السنوات الأخيرة، اتسمت العلاقة بين المكسيك والولايات المتحدة بتوترات متباينة، لا سيما في ظل إدارة دونالد ترامب. وكان من أبرز التهديدات التي طُرحت خلال رئاسته فكرة إرسال قوات أمريكية إلى المكسيك لمكافحة منظمات الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات. ورغم عدم تنفيذ هذا المقترح، إلا أنه أثار حالة من القلق والرفض على الصعيدين الوطني والدولي.
يُعدّ الاتجار بالمخدرات من أكثر المشاكل إلحاحًا في العلاقة بين المكسيك والولايات المتحدة. فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، كان تدفق المخدرات شمالًا مصدر قلق لكل من السلطات الأمريكية، التي تسعى إلى الحد من الاتجار بالمخدرات، والحكومة المكسيكية، التي تواجه العنف والتهديدات التي تُشكّلها هذه الجماعات الإجرامية داخل المجتمع المكسيكي.
زادت منظمات الجريمة المنظمة من قوتها ونفوذها، مُشكّلةً تحديًا لأجهزة إنفاذ القانون في مناسبات عديدة. وقد أدى هذا الوضع إلى تفاقم العنف في عدة مناطق بالمكسيك، مما أثر ليس فقط على المتورطين في الاتجار بالمخدرات، بل أيضًا على السكان المدنيين، الذين غالبًا ما يقعون ضحايا لهذا السياق الفوضوي الدي ينتهي في كل مرة بحصيلة كبيرة من القتلى.
إرسال قوات أمريكية إلى الدولة المجاورة
في عام 2016، استخدم دونالد ترامب، خلال حملته الرئاسية، خطابًا حول الجريمة والهجرة لكسب الأصوات، ووعد بمعالجة المشاكل التي ادعى أنها نابعة من المكسيك. وكان أحد أكثر مقترحاته إثارة للجدل هو إرسال قوات أمريكية إلى الدولة المجاورة. وفي خطاباته، جادل ترامب بأن التدخل العسكري ضروري للحد من الاتجار بالمخدرات والقضاء على المنظمات الإجرامية التي ادعى أنها تعمل من المكسيك. وقد اعتُبر هذا التهديد، بدلاً من أن يكون حلاً عمليًا، بمثابة عمل عدواني وتجاهل واضح للسيادة المكسيكية. وردت السلطات المكسيكية بسخط، مؤكدة أن أي تدخل عسكري أمريكي سيكون غير مقبول وسينتهك مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون التي يجب أن توجه العلاقات بين البلدين
ردود الفعل في المكسيك والولايات المتحدة
أثار اقتراح ترامب معارضة شديدة في المكسيك، حيث شعر السكان بالإهانة من اقتراح إمكانية عبور القوات الأجنبية لحدودها. أعرب القادة السياسيون، بمن فيهم الرئيس آنذاك إنريكي بينيا نييتو، عن موقفهم الحازم دفاعًا عن السيادة الوطنية، مؤكدين أن المكسيك دولة قوية يجب أن تُدير مشاكلها الداخلية بنفسها. في الولايات المتحدة، نظر المجتمع الدولي أيضًا إلى تصريحات ترامب بقلق. جادل العديد من النقاد بأن إرسال القوات لن يكون غير فعال فحسب، بل قد يُفاقم الوضع، ويُفاقم العنف بدلًا من الحد منه. وجادلوا بأن حل مشاكل الاتجار بالمخدرات يجب أن يستند إلى استراتيجيات التعاون والتنمية ومعالجة الأسباب الجذرية للعنف، مثل الفقر وانعدام الفرص.