Table of Contents
اندلعت بشكل مفاجئ حرب كلامية بين كولومبيا وبيرو بشأن جزيرة في الأمازون كل بلد يدعي أنها تابعة له وجزء من سيادته.
الأخبار كما نقلتها مختلف وسائل الإعلام اللاتينية والأمريكية تفيد بأن النزاع بين البلدين يتعلق بجزيرة “سانتا روزا دي يافاري“، وهي جزيرة صغيرة لا يتجاوز عدد سكانها 3000 نسمة، تقع في نهر الأمازون، على بُعد أكثر من 1500 كيلومتر من عاصمتي البلدين.
البيرو تعلن الجزيرة مقاطعة تابعة لها
الجزيرة تقع على الحدود المشتركة بين كولومبيا وبيرو والبرازيل في غابات الأمازون المطيرة. و لم يسبق أن أثير حولها نزاع في العقود الأخيرة إلا بعد أن قامت دولة البيرو بسن قانون يعلن الجزيرة مقاطعة لها، فيما رئيس كولومبيا، اليساري “غوستافو بيترو“، اعتبر، في تصريح له، أن البيرو استولت على الجزيرة معتبرا انها جزء من الأراضي الكولومبية.
خطورة اندلاع الحرب الكلامية
ما أكدته وسائل الإعلام يسلط الضوء على خطورة اندلاع الحرب الكلامية بعد أن أرسلت البيرو جنودا إلى الجزيرة خلال هذا الأسبوع لرفع العلم الوطني.
أعقب هذا الحادث زيارة الرئيس الكولومبي المنطقة يوم الخميس رفقة وزير دفاعه ومجموعة صغيرة من الطلاب العسكريين للمطالبة بالجزيرة.
والتحديد الجغرافي لجزيرة “سانتا روزا دي يافاري” من خلال الخريطة، يظهر موقعها في نهر الأمازون على الحدود بين البيرو و كولومبيا.
يؤكد كلا الزعيمين أنهما يدافعان عن سيادة بلديهما. ووصف منتقدو الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو اهتمامه المفاجئ بالجزيرة بأنه “ستار دخاني لإخفاء مشاكل أكبر، مثل عدم إحراز تقدم نحو أهدافه السياسية خلال فترة ولايته”.
ينفي بيترو الاتهامات ضده
ينفي بيترو هذه الاتهامات، ويؤكد أن نضاله من أجل الجزيرة يدور حول أمر أكثر أهمية: الحفاظ على منفذ كولومبيا الرئيسي إلى نهر الأمازون الحيوي.
نفس المصادر الإعلامية أكدت أن رئيسة البيرو، “دينا بولوارت“، واجهت اتهامات بتلقي ساعات رولكس كرشاوى، والتخلي عن منصبها لإجراء عمليات تجميل، والمسؤولية عن انتهاكات حقوق الإنسان، من بين تهم أخرى تنفيها. مع تراوح نسب تأييدها التي وصلت إلى 3 في المائة حسب استطلاعات الرأي الأخيرة.
كولومبيا لا تعترف بسيادة البيرو على الجزيرة
يوم الخميس، قالت وسائل الإعلام، أن رئيس كولومبيا، بيترو، حلق في عمق غابات الأمازون المطيرة للدفاع عن مطالبة بلاده بالجزيرة. وصرح بعد وصوله إلى مدينة “ليتيسيا” الكولومبية، على بُعد دقائق قليلة بالقرب من الجزيرة: “كولومبيا لا تعترف بسيادة بيرو على جزيرة سانتا روزا، ولا تعترف بالسلطات الفعلية المفروضة في المنطقة. علينا الدفاع عن وطننا”.
ومساء الخميس، ردّت رئيسة البيرو، بولوارت، التي كانت في زيارة رسمية إلى آسيا: “إن الجزيرة تابعة تمامًا للأراضي البيروفية، وتخضع للسيادة الوطنية منذ أكثر من قرن”
تبعد “جزيرة سانتا روزا” ب 1500 كلم عن عاصمتي البلدين
توضح وسائل الإعلام أن الجزيرة المعنية تبعد أكثر من 1500 كيلومتر عن عاصمتي البلدين، بوغوتا وليما. تقع على نهر الأمازون، على حدود ثلاثية مشتركة بين كولومبيا وبيرو والبرازيل. تُعد المنطقة نقطة انطلاق للسياح الراغبين في استكشاف غابات الأمازون المطيرة، ومركزًا للتجارة الإقليمية (بما في ذلك تجارة المخدرات غير المشروعة المزدهرة). ترتبط مجتمعات المنطقة ارتباطًا وثيقًا بالنهر – الذي يُمثل طريقًا سريعًا – لدرجة أنها غالبًا ما تُوصف بأنها برمائية”.
الجزيرة تشكلت قبل 50 عاما نتيجة تحرك نهر الأمازون
حتى بضعة عقود مضت، لم تكن “سانتا روزا دي يافاري” جزيرة مستقلة؛ فقد تشكلت قبل 50 عامًا على الأقل نتيجةً لتحرك نهر الأمازون. إنها واحدة من عدة جزر نهرية في المنطقة، تشكلت نتيجة تعرج النهر الهائل، مما أدى إلى ترسب الرواسب وتآكل ضفافه.
وتشير المصادر الإعلامية إلى ترسيم الحدود بين كولومبيا وبيرو قبل قرن من الزمان بعد توقيع معاهدة. ثم اندلعت حرب بين البلدين، ثم وُقعت معاهدة أخرى. وهكذا، استمرت التوترات لعقود منذ ظهور الجزيرة حول من يحق له المطالبة بهذه المنطقة قانونيًا.
وفي العقود الأخيرة، حدث تغيير كبير آخر: فقد تحول مجرى نهر الأمازون تدريجيًا نحو الجانب البيروفي، وصرح باحثون بأن كولومبيا قد تفقد صلتها المادية الرئيسية بالنهر – شريان الحياة الاقتصادية وجزءًا أساسيًا من هويتها الوطنية – في غضون خمس سنوات فقط.