Table of Contents
في ساعة متأخرة من يوم أمس الأحد، اغتالت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي الصحفي الفلسطيني المعروف أنس الشريف، 28 عامًا، ويعد أحد أشهر مراسلي قناة الجزيرة القطرية، في قصف دقيق بمدينة غزة.
اغتيال مراسل الجزيرة أنس الشريف
وأكدت الجزيرة بعد ذلك بوقت قصير أنه بالإضافة إلى الصحفي الشريف، قتلت القوات الإسرائيلي، أيضًا، كل من مراسلها محمد قريقع والمصورون إبراهيم زاهر ومؤمن عليفا ومحمد نوفل، بحيث هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي الخيمة التي كانوا يعملون ويقيمون فيها، قرب أبواب مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
إسرائيل أقرت بالهجوم
من جانبها، أقرت إسرائيل بالهجوم في بيانٍ استخدمت فيه خطابها التبريري، متهمة مراسل قناة الجزيرة بأنه “إرهابي مُتنكر في صفة صحفي لشبكة الجزيرة القطرية”.
وكانت إسرائيل قد خصت الصحفي الشريف، أحد أشهر الصحفيين في القطاع، بالاستهداف في عدة مناسبات، على الرغم من أنها لم تُقدم أدلةً قاطعة على انتمائه إلى أي ميليشيا، كما أشارت منظمة مراسلون بلا حدود الدولية.
نتنياهو يعلن شن هجوم على مدينة غزة
ودكرت مختلف الوكالات الإخبارية تصريح بنيامين نتنياهو وهو يُعلن فيه أن إسرائيل ستشن هجومها على مدينة غزة ومنطقة المواصي “قريبًا جدًا”.
وقبل نصف ساعة فقط من مقتله، نشر الصحفي مقطع فيديو على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر قرب موقع القصف الذي كان يستهدف مدينة غزة آنذاك، مصحوبًا بنص: “قصف بلا توقف… منذ ساعتين، اشتد العدوان الإسرائيلي على مدينة غزة”.
توسيع العدوان الإسرائيلي على العاصمة
قبل استشهاده بفترة وجيزة، نشر الشريف نصًا آخر على مواقع التواصل الاجتماعي حول توسع العدوان الإسرائيلي على العاصمة: “إذا لم يتوقف هذا الجنون، ستُدمر غزة، وتُكمم أصوات أهلها، وتُمحى وجوههم. وسيذكرهم التاريخ شهودًا صامتين على إبادة جماعية اختاروا ألا يتوقفوا عنها”.
تُظهر الصور الملتقطة بعد لحظات من الهجوم وقد دُمّرت أجزاء من جسده، بالإضافة إلى جثة قريقع.
بعد ذلك بوقت قصير، يُظهر فيديو آخر عشرات الرجال يحملون إحدى الجثث المُكفّنة (يُفترض أنها جثة الشريف) على نقالة، وسط هتافات “الله أكبر.
إسرائيل لا تسمح بوصول الصحافة الدولية
الجزيرة هي الوسيلة الإعلامية الأجنبية الرئيسية التي تُغطي الأحداث من غزة (لأن إسرائيل لا تسمح بوصول الصحافة الدولية بشكل مستقل)، كما أنها من أكبر القنوات في العالم العربي. وقد حظرت إسرائيل بثها انطلاقا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في بيان لها، أدانت الجزيرة “القتل المُستهدف” لفريقها الصحفي يوم الاثنين.
ووصفت الجزيرة القطرية المجزرة بأنها “اعتداء صارخ ومُدبّر آخر على حرية الصحافة”.
محاولة يائسة لإسكات الأصوات المنددة
وأوضحت أن هذا الهجوم يؤكد أن إسرائيل لا تريد شهودًا على هجومها الوشيك للسيطرة على مدينة غزة. “إن الأمر باغتيال أنس الشريف، وزملائه، هو، وفقًا لقناة الجزيرة، محاولة يائسة لإسكات الأصوات المنددة بالاستيلاء الوشيك على غزة واحتلالها”.
وصفت السلطة الفلسطينية الاعتداء على الصحفيين بأنه “متعمد”. كما أدانت حماس “الجريمة الوحشية” التي ارتكبتها إسرائيل بقتلها الفريق الصحفي. وجاء في بيان حماس: “إسرائيل تسعى لإسكات صوتها الإعلامي لتنفذ مجازرها بعيدًا عن أعين العالم”.
الشريف كان مثالا للصحفي الحر
تزعم حماس أن قتل الصحفيين “يتجاوز كل حدود الفاشية والإجرام”، وتختتم بالقول إن الشريف “كان مثالًا للصحفي الحر الذي وثق جريمة الجوع وأظهر للعالم مشاهد المجاعة التي يفرضها الاحتلال على شعبنا في غزة”.
وأكدت لجنة حماية الصحفيين من مقرها بنيويورك مقتل ما لا يقل عن 186 صحفيا منذ 7 أكتوبر العام 2023، مشيرة إلى سجن إسرائيل حوالي 90 صحفيًا.
كما أفاد مكتب الإعلام الحكومي في غزة برقم أعلى، حيث أشار إلى مقتل أكثر من 230 صحفيًا.
وكالات أنباء دولية تعرب عن قلقها على الصحفيين
ومن جانب آخر أصدرت وكالات أنباء دولية ضمنها “أسوشيتد برس”، “بي بي سي”، “أ.ف.ب.”، “فرانس برس”، “سي نيوز” و “رويترز” بيانا مشتركا أعربت فيه عن قلقها البالغ على الصحفيين في قطاع غزة بعد الكشف عن المجاعة التي تسببت بها إسرائيل.
ومنعت إسرائيل الصحفيين الدوليين من دخول قطاع غزة، ولذلك يقوم الصحفيين الفلسطينيين المرتبطين بأرضهم بالتغطية الميدانية للأحداث في المنطقة.
وقد ساهمت صور وتقارير هذه الإبادة الجماعية، التي بُثت مباشرةً حول العالم، في تسريع وتيرة التعبير عن التضامن وتضاعفت الإدانات للإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل، حتى داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.
وكالات/صحف رقمية