“النسبية”
وُجّهت عمليا اتهامات جنائية ضد الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميللي،وشقيقته، كارينا ميللي، وأمينه العام، ومسؤولين آخرين، بالرشوة في عملية شراء أدوية.
وافادت وسائل الإعلام المحلية أن الاتهامات الموجهة ضد الرئيس الارجنتيني وشقيقته جاءت مباشرة بعد تسريب سلسلة من التسجيلات الصوتية التي كانت
هي السبب في انتشار خبر فضيحة الرشاوى.
وحسب تفسيرات المصادر الإعلامية، فقد هزت فضيحة رشاوى في عملية شراء أدوية عبر الوكالة الوطنية للإعاقة (أنديس) في الأيام الأخيرة حكومة الرئيس ميللي، حيث تفسر عناصرها الرئيسية فيما يلي:
حقائق رئيسية عن القضية
أثارت سلسلة من التسجيلات الصوتية، نُشرت في 20 غشت في وسائل الإعلام المحلية، ونسبت إلى “دييغو سبانيولو”، الرئيس السابق للوكالة الوطنية للإعاقة (أنديس)، فضيحة فساد جديدة داخل الحكومة الأرجنتينية.و “سبانيولو” هو أيضًا أحد محامي خافيير ميلي.
في هذه التسجيلات، يصف مخطط رشوة مزعوم في شراء الدولة للأدوية، ويزعم أن الجاني الرئيسي هو “إدواردو لولي منعم”، وكيل وزارة الإدارة في الأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، وهو ابن عم “مارتن منعم”، رئيس مجلس النواب.
تم تحديد كارينا ميلي، شقيقة رئيس الطولة، في التسجيلات المسربة كمتلقية محتملة لـ 3 في المائة من المبالغ التي دفعتها الحكومة الأرجنتينية لشركة الأدوية “سويزو الأرجنتين” مقابل أدوية مخصصة لبرامج مساعدة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مختلفة.
بعد ساعات من تسريب التسجيلات، قرر الرئيس إقالة “سبانيولو “استباقيًا” من منصبه والتدخل في شؤون شركة “أنديس” لمدة 180 يومًا.
الشخصيات الحكومية المتهمة
وزفقا لهده الوقائع، وُجهت اتهامات جنائية إلى الرئيس “خافيير ميلي”، وشقيقته “كارينا”، و”لولي” منعم، و”دييغو سبانيولو”، ومالك شركة “سويزو الأرجنتين”، “إدواردو كوفاليفكر”، في نفس يوم التسريب، بتهمة المشاركة في “مخطط لجمع ودفع رشاوى تتعلق بشراء وتوريد الأدوية، مما يؤثر بشكل مباشر على المال العام”.
وأوضحت الصحف المحلية أن الشكوى المرفوعة للقضاء، التي رفعها المحامي غريغوريو دالبون، تتضمن اتهامات بالرشوة، والإدارة الاحتيالية، والمفاوضات التي لا تتوافق مع ممارسة الوظائف العامة، وانتهاك قانون الأخلاقيات العامة.
وأفادت أن “دالبون” هو أحد الممثلين القانونيين للرئيسة البيرونية السابقة كريستينا فرنانديز (2007-2015)، الخاضعة حاليًا للإقامة الجبرية بعد أن حكم عليها بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة “تكوين جمعية غير مشروعة والإدارة الاحتيالية خلال فترة ولايتها”.
15 مداهمة تتعلق بالتحقيق
يتولى القضية القاضي الفيدرالي “سيباستيان كاسانيلو” والمدعي العام “فرانكو بيكاردي”، الذي أمر منذ ذلك الحين بتنفيذ ما لا يقل عن 15 مداهمة تتعلق بالتحقيق. كجزء من هذه العمليات، تقول وسائل الإعلام، تمت مصادرة 266 ألف دولار نقدًا من رجل الأعمال “إيمانويل كوفاليفكر”، نجل “إدواردو كوفاليفكر”، وكلاهما من المديرين التنفيذيين في شركة “سويزو” الأرجنتينية.
كما تم حجز هواتف “سبانيولو” ومالكي الشركة المحمولة، لمقارنة ما ظهر من التسجيلات الصوتية ببقية المحادثات.
وحتى الآن، لم يصدر الرئيس ميلي وشقيقته “كارينا” أي تصريح علني بشأن الاتهامات الموجهة لهم، رغم حديثهما في مناسبات عامة مختلفة خلال الأيام الأخيرة.
وجاء الرد الرسمي من خلال “لولي” و”مارتن منعم”، اللذين نفيا يوم الاثنين الحادثة واتهماهم ب “عملية سياسية قبيل الانتخابات التشريعية المهمة في مقاطعة بوينس آيرس”.
من جانبها، ردّت منظمة “سويزو أرجنتينا” يوم الثلاثاء ببيان نشرته ميلي على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، نفت فيه ارتكاب أي مخالفات.
قضيا فساد أخرى
تفيد وسائل الإعلام بأن قضية الرشوة المزعومة هذه ث تعد ثاني اتهام بالفساد يوجه إلى الرئيس ميللي وحاشيته المُقرّبة: ففي فبراير من هذا العام، أضرت قضية “ليبرا” بالصورة العامة للرئيس محليًا ودوليًا.
ومعلوم أنه في 14 فبراير 2025، روّج الرئيس ميلي لفرصة استثمارية في العملة المشفرة “ليبرا” على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي انخفضت قيمتها بشكل حاد بعد دقائق فقط من إطلاقها، مما تسبب في خسائر بالملايين للمستثمرين وأثار سلسلة من الشكاوى ضد الرئيس داخل الأرجنتين وخارجها.
المخالفات المحتملة الحيطة بالقضية
ردًا على ذلك، شكلت الحكومة الأرجنتينية فرقة عمل للتحقيق في فبراير في المخالفات المحتملة المحيطة بالقضية، لكنها أغلقتها بعد فترة وجيزة، في مايو، بموجب مرسوم رئاسي ينص على أن الوكالة قد أنجزت مهمتها بالفعل.
وضع الأشخاص ذوي الإعاقة
تأتي الشكوى المتعلقة بالرشاوى من خلال شركة “أنديس”في خضم صراع في البلاد حول معاشات الدولة للأشخاص ذوي الإعاقة، الذين خضعوا لتدقيق السلطة التنفيذية بسبب شكوك رسمية بوجود مخالفات في قوائم المستفيدين