“النسبية”
انتقلت ظاهرة جيل Z الشبابي إلى البيرو في جنوب أمريكا اللاتينية انطلاقا من العالم الافتراضي بعد ان رسمت خططها النضالية في وسائل التواصل الاجتماعي لتبرز داخل المجتمع كحركة اجتماعية حاملة شعاراتها ومطالبها الاجتماعية.
خصائص جيل Z الشبابي في البيرو
الشباب المنتسبون لهده الحركة الجديدة في البيرو ولدوا تقريبا في أواسط التسعينيات ويشكgون قوة مؤثرة في المشهد الاجتماعي و السياسي. tماهي خصائص حركتهم، ونشاطهم النضالي، ومطالبهم الرئيسية، وعلاقتهم بالفاعلين السياسيين، وخاصة اليساريين؟.
الأنشطة الرقمية لشباب زد البيروفي مرتبطة بديناميكيته نضالية في الشارع من خلال حركته الاحتجاجية المتواصلة، حيث يستخدمون منصات للتنسيق، ويرفعون شعارات منددة بالانتهاكات لحقوق الإنسان، ويطالبون بالشفافية، وبالكشف عن حالات الفساد ومحاكمة المفسدين.
ووفقا لوسائل الإعلام المحلية، فإن أساليب احتجاجاتهم جديدة وقوية من إضرابات الطلاب والاستيلاء على الجامعات، إلى احتجاجات بواسطة قرع الأواني، والتعبئة من أجل فرض ميزانيات التعليم والرعاية الصحية والتوظيف، و تكييف التكتيكات مع السياقات الإقليمية (ليما والمقاطعات) ولحظات الأزمات السياسية.
التقاطع مع الحركات القائمة
أحيانًا تندمج هذه الحركات في حركات اجتماعية أوسع (التعليم، والنسوية، وحماية البيئة، وحقوق السكان الأصليين)، وفي حالات أخرى، تقود مبادراتها الخاصة، سعيًا وراء الشرعية والتمثيل المباشر.
المطالب الاجتماعية والسياسية
ومن بين المطالب التي حملوها في مظاهراتهم الاحتجاجية، التعليم الجيد وتكافؤ الفرص و بأن يكون هناك تمويل كاف للجامعات والبحوث والمنح الدراسية، وتذليل العقبات أمام الطلاب ذوي الدخل المحدود، وتحسين البنية التحتية التعليمية.
كما طالبوا بالعمل اللائق وفرص العمل للشباب و السعي إلى اعتماد سياسات عمل تسهل التوظيف، والتدريب الداخلي مدفوع الأجر، والحماية من الوظائف غير المستقرة، فضلا عن الصحة والرفاهية و الوصول الشامل إلى خدمات الصحة النفسية وبرامج الدعم للشباب في ظل الظروف الهشة.
المشاركة والتمثيل
وبرزت خلال احتجاجاتهم مطالب سياسية واضحة بينها الرغبة في ديمقراطية أكثر تشاركية، مع آليات للتشاور والمساءلة، بالإضافة إلى حضور أكبر للشباب في مواقع صنع القرار.
مطلب المساواة بين الجنسين وحقوقهم هو الآخر طرحوه كمطلب جوهري مع الإلحاح على الدفاع عن حقوق المرأة، ومجتمع الميم، وضحايا العنف، بالإضافة إلى مكافحة التمييز الهيكلي.
وكان لمطلب سن سياسات البيئة والاستدامة حاضرا في تصورهم، حيث أكدوا على الحاجة الملحة لسياسات مناخية، وإدارة الموارد الطبيعية، وتحول مسؤول في مجال الطاقة.
وشددوا على ضرورة اعتماد الشفافية ومكافحة الفساد وفق آليات واضحة، وضمان الوصول إلى المعلومات، ومكافحة الفساد السياسي والإداري.
الإنجازات والتقدم
كان لحركة جيل Z الشبابي إنجاز هام سمحت به مظاهراتهم الاحتجاجية تمثل في ارتفاع منسوب الوعي العام بقضايا الشباب، والحقوق الاجتماعية، وقيمة الشفافية في وسائل الإعلام والمنصات المؤسسية.
كما تولدت عنها تعبئة عامة وضغوط اجتماعية أجبرت على طرح الميزانيات، والإصلاحات التعليمية، والسياسات العامة للمناقشة في المنتديات الوطنية.
وتجدر الإشارة إلى أن الإنجازات تختلف باختلاف السياق السياسي والاقتصادي لكل فترة. في بعض الأحيان، قد تكون المطالب قد حققت تقدمًا جزئيًا أو خضعت لمفاوضات سياسية.
العلاقة مع الأحزاب اليسارية
وظهر لدى الحركة الشبابية ميل للتعاون وخلق التحالفات الاستراتيجية على أساس لتنسيق مع الأحزاب أو الحركات اليسارية لكسب نفوذ مؤسسي (مجالس المدن، والبرلمانات الإقليمية، والحركات المدنية ذات التوجهات اليسارية). لكن نشطاؤها يطرحون الاستقلالية كمبدأ لا محيد عنه ولا ترى أية ضرورة لكي تمثلها الأحزاب اليسارية التقليدية لتجنب التشويش على مطالبهم والتضييق الحزبي الدي قد يضعف رسالتهم.
مقترحات أكثر شمولا وتركيزا
وهؤلاء النشطاء الشباب مقتنعون ب بإمكانية دعم مرشحي اليسار أو مقترحاتهم التي تُشاركهم رؤيتهم لإصلاحات جذرية في التعليم والحقوق الاجتماعية والديمقراطية التشاركية، ولكن يمكنهم أيضًا تحدي الأحزاب اليسارية في حال فشلها في الوفاء بوعودها أو لتناقض ممارساتها مع مطالبهم الاجتماعية والسياسية
ولاحظت مصادر إعلامية بان مطالب حركة الشباب غالبا ما كانت تضغط على اليسار لدمج قضايا مثل العدالة المناخية وحقوق النوع الاجتماعي والمشاركة المباشرة، مما يغير خطابها السياسي نحو مقترحات أكثر شمولًا وتركيزًا على حقوق الإنسان.
خطر المعلومات المضللة
و من بين التحديات التي يأمل شباب زد لمواجهتها حتى تضمن لحراكها تحقيق مطالبها الاجتماعية والسياسية نشير إلى بعضها فيما يلي:
وجود المعلومات المضللة التي تستهدف أنشطتهم، و يقترحون ضرورة التعرض لها، لأن خطرها قد يضعف أو يفاقم المواقف السلبية.
و يشتكي شباب الحركة من القمع والقيود المؤسسية، بحيث في سياقات ينعدم فيها الاستقرار السياسي، قد تواجه احتجاجات الشباب إجراءات قانونية أو بوليسية تقييدية.
و يشغلهم عنصر التشرذم الداخلي عند ملاحظتهم أن تنوع النهج داخل جيل Z يمكن ان يؤدي إلى تنوع في التكتيكات والأهداف، مما يصعب وضع أجندة موحدة.